«أبو قير».. فردوس الإسكندرية تدشن سياحة الآثار الغارقة
في مياهها غرق أسطول بونابرت وبها «طابية» محمد علي وأشهر مطاعم السمك
طابية كوسا الأثرية تخطف الذاكرة إلى عصر محمد علي
شاطئ أبو قير.. معزوفة من سحر الطبيعة على صفحة البحر
مدفع إنجليزي من طراز أرمسترونغ العتيق ضمن أربعة مدافع كانت تحرس الطابية
الإسكندرية: داليا عاصم
يصفها البعض بـ«فردوس الإسكندرية الهادي»، بينما يطلق عليها آخرون «كنز الأسرار المفقود»، وبين هذا وذاك يظل لضاحية أبو قير بالإسكندرية خصوصيتها وروحها الأثيرة. فهناك عند أقصى الشمال شرق عروس المتوسط، يمتد خليج أبو قير معانقا البحر المتوسط، وتحت إبطيه ترقد أسرار وحكايات لم يتكشف لغزها بعد، من أهمها بقايا أسطول نابليون بونابرت الغارق في مياه الخليج منذ مائتي عام، في المعركة البحرية الشهيرة مع الأسطول الإنجليزي.. وغيرها من الأسرار التي تحتفظ بها ضاحية أبو قير، وتعتبر جزءا من تراثها وهويتها على الرغم من ما طرأ على ملامحها بحكم تغير الأحوال والظروف.
فلا يزال تناول وجبة من السمك الطازج على شاطئ أبو قير صيفا وشتاء واستنشاق اليود النقي مع رائحة الشواء الأخاذة متعة للغني والفقير، سواء في مطعم خمسة نجوم أو على كراسي ومناضد خشبية. وهي محطة مهمة في أي نزهة بحرية أو رحلة صيد على امتداد سواحل الإسكندرية، إلا أنها على شاطئ أبو قير لها طعم خاص.
أما متعة التأمل ومتابعة حركة قوارب الصيد وسعي الصيادين للحصول على ما يجود عليهم به البحر، فهي هواية أثيرة لدى البعض، ناهيك بالسحر الخاص الذي يغلف تلك الضاحية التاريخية التي شهدت معركتين تاريخيتين عالميتين ارتبط بهما اسمها، فالأولى «معركة أبو قير البحرية» التي وقعت فصولها الدامية عام 1798 بين الأسطول الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت والأسطول الإنجليزي بقيادة هوراشيو نيلسون، والتي ألحق فيها نيلسون عار الهزيمة ببونابرت وقضى فيها على أحلامه بتكوين إمبراطورية فرنسية. أما الثانية فهي «معركة أبو قير البرية» 1799 والتي انتصر فيها الجيش الفرنسي على الجيش العثماني بقيادة مصطفى باشا.
استعارت أبو قير اسمها المميز من اسم قديس وطبيب شهير كان يعيش بها وكان يدعى «الأنبا كير» وكان أهم دعاة المسيحية وقت الاضطهاد الروماني وتوفي عام 312م. ولا يعلم الكثيرون أن أبو قير منطقة تاريخية يعود عهدها إلى تاريخ المصريين القدماء، فقد كانت في الماضي تحمل اسم «كانوب» وكانت هي الميناء التجارية الرئيسي، وكانت تحتضن نهاية أحد فروع نهر النيل المندثرة وكان يطلق عليه (الفرع الكانوبي)».
ومنذ القدم اتخذ السكندريون ومن قبلهم المقدونيون منطقة أبو قير ضاحية يمارسون فيها هواية الصيد بأنواعه، وكانت في خمسينات القرن العشرين واحدة من أهم أماكن الاستجمام بعد أن كانت ساحة للمعارك والحروب ومقرا للثكنات العسكرية حتى فترة انتهاء الاحتلال الإنجليزي، حيث كانت تزخر بعدد من الكبائن الخاصة المطلة على الشاطئ مباشرة. وكان من أهم قاطني ضاحية أبو قير الأمير «عمر طوسون» الذي كان يمتلك إقطاعية ضخمة حول الخليج، تلاشت معالمها وبقيت منطقة سكنية تحمل اسم «طوسون» تخلد ذكرى أمير الإسكندرية، الذي كان له الفضل في الكشف عن آثار أبو قير الغارقة.
لكن بما أن دوام الحال من المحال، تحولت أبو قير من ضاحية هادئة إلى منطقة سكنية شعبية يقطن بها أكثر من 350 ألف نسمة. وتوغلت براثن العشوائية إلى الخليج الغض، حيث تنفرد أبو قير بمنظر شاذ عن شواطئ الإسكندرية كافة، حيث تقف عمائر شاهقة وهياكل خرسانية على رمالها الصفراء مشوهة جمال الطبيعة الساحرة للمنطقة. كما انتشرت الكافيتريات والمقاهي الشعبية على امتداد الشاطئ الرملي، إلا أن نفس الرمال الصفراء لا تزال تحتضن عددا من مطاعم الأسماك الراقية التي تجتذب الكثير من السائحين وأعضاء الجاليات الأجنبية التي كانت تعيش في الإسكندرية من يونانيين وإيطاليين وأرمن وفرنسيين وبريطانيين، ومن أشهرها «زفريون» و«بيلا فيستا».
ومن الأماكن التي فقدت رونقها وجمالها بأبو قير؛ شاطئ «البحر الميت» الذي كان وجهة لمشاهير المجتمع وخاصة الفنانين لقضاء أوقات السمر حتى الساعات الأولى من الصباح، ومكانا محببا لتناول وجبة سمك شهية على ضفاف البحر الذي توارت أمواجه، في مطاعم اتخذت شكل الأكواخ الخشبية؛ إلا أن الاستغلال السيئ من بعض أصحاب المقاهي وترويجهم للممنوعات بين رواد الشاطئ، جعل السلطات المصرية تغلق شاطئ البحر الميت لأجل غير مسمى، وبالطبع تم منع الصيد في تلك المنطقة مما خلق نسبة بطالة كبيرة بين سكان المنطقة من الصيادين الذين كانوا يقتاتون على حفنة من الأسماك.
وكانت عبارة «البحر من هنا» تتردد في مدخل الضاحية، فكان المشهد الأكثر غرابة لدى زائر أبو قير تهافت الكثير من الشباب العشريني على أي سيارة تعبر حدود المنطقة، عارضين خدماتهم كمرشدين سياحيين – بالقوة - في بعض الأحيان، حتى إن عبور أي سيارة كان يحتاج لقائد ماهر يستطيع الإفلات من الشباب الذي يرمي بنفسه على سيارته.
ويشكو فتحي السيد (30 عاما) أحد قاطني منطقة أبو قير، من حال جميع الصيادين في المنطقة، يقول: «كان البحر الميت مصدر رزق لنا، كما كان الشباب يجدون فيه فرص عمل من خلال المقاهي والمطاعم التي كانت مسخرة لخدمة السائحين وزوار الإسكندرية من كل مكان»، مشيرا إلى أن ممارسات بعض الصيادين الذين كانوا يستخدمون الديناميت في الصيد هي السبب الرئيسي في غلق الشاطئ.
ومن الأماكن النائية والجميلة بأبو قير، شاطئ برديس الذي تزينه مجموعة من الصخور الطبيعية المكتسية بلون طحالب البحار. كذلك ساحة المقابر التي يرقد أهلها على ساحل البحر، وتخطف زوارها في لحظة صوفية إلى التأمل في جمال الطبيعة وحكمة الحياة!! لكن لا تزال أبو قير على الرغم من ما حل بها، منطقة سياحية تعج خلال أشهر الصيف بالمصطافين المصريين، كما تجتذب الكثير من عشاق الآثار حيث توجد طابية كوسا الشهيرة، التي تعود إلى عهد والي مصر محمد علي باشا، وهي عبارة عن مبني متهدم يأخذ الشكل الجمالوني، ويتكون من سراديب وخنادق مهجورة، تقطنها حاليا بعض الأسر الفقيرة، على الرغم من أنها أثر تاريخي. وبالقرب من الطابية، توجد أربعة مدافع إنجليزية أثرية من طراز أرمسترونغ وصنعت في عام 1870م.
كما تقف على شواطئ أبو قير طابيتا الحمراء، والبرج وكلاهما من ضمن الآثار الإسلامية بالإسكندرية وتعودان للحقبة العثمانية لعهد محمد علي، وعلى الرغم من ذلك فهما مجهولتان لكثير من السكندريين بصفة خاصة وللمصريين بشكل عام. لكن ما يطمئن أهالي أبو قير حاليا وربما يرسم لها مستقبلا واعدا أن البعثات الأثرية الأجنبية التي تجوبها منذ عشرات السنين تبشر بأنها ستصبح مقصدا لعشاق الآثار الغارقة، فتلك المنطقة تحتفظ ببقايا أسطول نابليون المتحطم منذ أكثر من 200 عام، والمكون من 13 سفينة حربية وأهمها السفينة «أورينت»، وقد عثر في منطقة البحر الميت على الكثير من العملات المعدنية والمعدات الحربية والأواني التي كانت تحملها هذه السفن. بالإضافة إلى الكثير من الآثار التي ترجع للعصور اليونانية والرومانية بالإسكندرية.
ومؤخرا؛ طرحت محافظة الإسكندرية مناقصة عالمية لتطوير منطقة أبو قير العام المقبل، باعتبارها من أهم المناطق الأثرية بالإسكندرية، ومن المنتظر أن يتم إنشاء مرسى لليخوت يضم أكثر من 3500 يخت، والكثير من المزارات السياحية.
في مياهها غرق أسطول بونابرت وبها «طابية» محمد علي وأشهر مطاعم السمك
طابية كوسا الأثرية تخطف الذاكرة إلى عصر محمد علي
شاطئ أبو قير.. معزوفة من سحر الطبيعة على صفحة البحر
مدفع إنجليزي من طراز أرمسترونغ العتيق ضمن أربعة مدافع كانت تحرس الطابية
الإسكندرية: داليا عاصم
يصفها البعض بـ«فردوس الإسكندرية الهادي»، بينما يطلق عليها آخرون «كنز الأسرار المفقود»، وبين هذا وذاك يظل لضاحية أبو قير بالإسكندرية خصوصيتها وروحها الأثيرة. فهناك عند أقصى الشمال شرق عروس المتوسط، يمتد خليج أبو قير معانقا البحر المتوسط، وتحت إبطيه ترقد أسرار وحكايات لم يتكشف لغزها بعد، من أهمها بقايا أسطول نابليون بونابرت الغارق في مياه الخليج منذ مائتي عام، في المعركة البحرية الشهيرة مع الأسطول الإنجليزي.. وغيرها من الأسرار التي تحتفظ بها ضاحية أبو قير، وتعتبر جزءا من تراثها وهويتها على الرغم من ما طرأ على ملامحها بحكم تغير الأحوال والظروف.
فلا يزال تناول وجبة من السمك الطازج على شاطئ أبو قير صيفا وشتاء واستنشاق اليود النقي مع رائحة الشواء الأخاذة متعة للغني والفقير، سواء في مطعم خمسة نجوم أو على كراسي ومناضد خشبية. وهي محطة مهمة في أي نزهة بحرية أو رحلة صيد على امتداد سواحل الإسكندرية، إلا أنها على شاطئ أبو قير لها طعم خاص.
أما متعة التأمل ومتابعة حركة قوارب الصيد وسعي الصيادين للحصول على ما يجود عليهم به البحر، فهي هواية أثيرة لدى البعض، ناهيك بالسحر الخاص الذي يغلف تلك الضاحية التاريخية التي شهدت معركتين تاريخيتين عالميتين ارتبط بهما اسمها، فالأولى «معركة أبو قير البحرية» التي وقعت فصولها الدامية عام 1798 بين الأسطول الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت والأسطول الإنجليزي بقيادة هوراشيو نيلسون، والتي ألحق فيها نيلسون عار الهزيمة ببونابرت وقضى فيها على أحلامه بتكوين إمبراطورية فرنسية. أما الثانية فهي «معركة أبو قير البرية» 1799 والتي انتصر فيها الجيش الفرنسي على الجيش العثماني بقيادة مصطفى باشا.
استعارت أبو قير اسمها المميز من اسم قديس وطبيب شهير كان يعيش بها وكان يدعى «الأنبا كير» وكان أهم دعاة المسيحية وقت الاضطهاد الروماني وتوفي عام 312م. ولا يعلم الكثيرون أن أبو قير منطقة تاريخية يعود عهدها إلى تاريخ المصريين القدماء، فقد كانت في الماضي تحمل اسم «كانوب» وكانت هي الميناء التجارية الرئيسي، وكانت تحتضن نهاية أحد فروع نهر النيل المندثرة وكان يطلق عليه (الفرع الكانوبي)».
ومنذ القدم اتخذ السكندريون ومن قبلهم المقدونيون منطقة أبو قير ضاحية يمارسون فيها هواية الصيد بأنواعه، وكانت في خمسينات القرن العشرين واحدة من أهم أماكن الاستجمام بعد أن كانت ساحة للمعارك والحروب ومقرا للثكنات العسكرية حتى فترة انتهاء الاحتلال الإنجليزي، حيث كانت تزخر بعدد من الكبائن الخاصة المطلة على الشاطئ مباشرة. وكان من أهم قاطني ضاحية أبو قير الأمير «عمر طوسون» الذي كان يمتلك إقطاعية ضخمة حول الخليج، تلاشت معالمها وبقيت منطقة سكنية تحمل اسم «طوسون» تخلد ذكرى أمير الإسكندرية، الذي كان له الفضل في الكشف عن آثار أبو قير الغارقة.
لكن بما أن دوام الحال من المحال، تحولت أبو قير من ضاحية هادئة إلى منطقة سكنية شعبية يقطن بها أكثر من 350 ألف نسمة. وتوغلت براثن العشوائية إلى الخليج الغض، حيث تنفرد أبو قير بمنظر شاذ عن شواطئ الإسكندرية كافة، حيث تقف عمائر شاهقة وهياكل خرسانية على رمالها الصفراء مشوهة جمال الطبيعة الساحرة للمنطقة. كما انتشرت الكافيتريات والمقاهي الشعبية على امتداد الشاطئ الرملي، إلا أن نفس الرمال الصفراء لا تزال تحتضن عددا من مطاعم الأسماك الراقية التي تجتذب الكثير من السائحين وأعضاء الجاليات الأجنبية التي كانت تعيش في الإسكندرية من يونانيين وإيطاليين وأرمن وفرنسيين وبريطانيين، ومن أشهرها «زفريون» و«بيلا فيستا».
ومن الأماكن التي فقدت رونقها وجمالها بأبو قير؛ شاطئ «البحر الميت» الذي كان وجهة لمشاهير المجتمع وخاصة الفنانين لقضاء أوقات السمر حتى الساعات الأولى من الصباح، ومكانا محببا لتناول وجبة سمك شهية على ضفاف البحر الذي توارت أمواجه، في مطاعم اتخذت شكل الأكواخ الخشبية؛ إلا أن الاستغلال السيئ من بعض أصحاب المقاهي وترويجهم للممنوعات بين رواد الشاطئ، جعل السلطات المصرية تغلق شاطئ البحر الميت لأجل غير مسمى، وبالطبع تم منع الصيد في تلك المنطقة مما خلق نسبة بطالة كبيرة بين سكان المنطقة من الصيادين الذين كانوا يقتاتون على حفنة من الأسماك.
وكانت عبارة «البحر من هنا» تتردد في مدخل الضاحية، فكان المشهد الأكثر غرابة لدى زائر أبو قير تهافت الكثير من الشباب العشريني على أي سيارة تعبر حدود المنطقة، عارضين خدماتهم كمرشدين سياحيين – بالقوة - في بعض الأحيان، حتى إن عبور أي سيارة كان يحتاج لقائد ماهر يستطيع الإفلات من الشباب الذي يرمي بنفسه على سيارته.
ويشكو فتحي السيد (30 عاما) أحد قاطني منطقة أبو قير، من حال جميع الصيادين في المنطقة، يقول: «كان البحر الميت مصدر رزق لنا، كما كان الشباب يجدون فيه فرص عمل من خلال المقاهي والمطاعم التي كانت مسخرة لخدمة السائحين وزوار الإسكندرية من كل مكان»، مشيرا إلى أن ممارسات بعض الصيادين الذين كانوا يستخدمون الديناميت في الصيد هي السبب الرئيسي في غلق الشاطئ.
ومن الأماكن النائية والجميلة بأبو قير، شاطئ برديس الذي تزينه مجموعة من الصخور الطبيعية المكتسية بلون طحالب البحار. كذلك ساحة المقابر التي يرقد أهلها على ساحل البحر، وتخطف زوارها في لحظة صوفية إلى التأمل في جمال الطبيعة وحكمة الحياة!! لكن لا تزال أبو قير على الرغم من ما حل بها، منطقة سياحية تعج خلال أشهر الصيف بالمصطافين المصريين، كما تجتذب الكثير من عشاق الآثار حيث توجد طابية كوسا الشهيرة، التي تعود إلى عهد والي مصر محمد علي باشا، وهي عبارة عن مبني متهدم يأخذ الشكل الجمالوني، ويتكون من سراديب وخنادق مهجورة، تقطنها حاليا بعض الأسر الفقيرة، على الرغم من أنها أثر تاريخي. وبالقرب من الطابية، توجد أربعة مدافع إنجليزية أثرية من طراز أرمسترونغ وصنعت في عام 1870م.
كما تقف على شواطئ أبو قير طابيتا الحمراء، والبرج وكلاهما من ضمن الآثار الإسلامية بالإسكندرية وتعودان للحقبة العثمانية لعهد محمد علي، وعلى الرغم من ذلك فهما مجهولتان لكثير من السكندريين بصفة خاصة وللمصريين بشكل عام. لكن ما يطمئن أهالي أبو قير حاليا وربما يرسم لها مستقبلا واعدا أن البعثات الأثرية الأجنبية التي تجوبها منذ عشرات السنين تبشر بأنها ستصبح مقصدا لعشاق الآثار الغارقة، فتلك المنطقة تحتفظ ببقايا أسطول نابليون المتحطم منذ أكثر من 200 عام، والمكون من 13 سفينة حربية وأهمها السفينة «أورينت»، وقد عثر في منطقة البحر الميت على الكثير من العملات المعدنية والمعدات الحربية والأواني التي كانت تحملها هذه السفن. بالإضافة إلى الكثير من الآثار التي ترجع للعصور اليونانية والرومانية بالإسكندرية.
ومؤخرا؛ طرحت محافظة الإسكندرية مناقصة عالمية لتطوير منطقة أبو قير العام المقبل، باعتبارها من أهم المناطق الأثرية بالإسكندرية، ومن المنتظر أن يتم إنشاء مرسى لليخوت يضم أكثر من 3500 يخت، والكثير من المزارات السياحية.