(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) بعض الشعائر والسنن الواردة في العيد
العيد شعيرة من شعائر ديننا الإسلامي تتجلى فيه مظاهر العبودية لله وليس وقتا للهو والفرح المباح
والله سبحانه يقول
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه (1): {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ}"
(اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، ج 1 / ص 426)،
وتظهر في العيد معان اجتماعية، وإنسانية، ونفسية، فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، والجميع: أيدٍ تتصافح، وقلوب تتآلف، أرواح تتفادى، ورؤوس تتعانق.. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة, ود وصفاء، وأخوة ووفاء، لقاءات تغمرها حرارة الشوق، واللقاء والمحبة والنقاء.
لذلك يصبح العيد أكبر من كونه فرحة ومرح وعادة من عادات الأمة الاجتماعية, وقد قال تعالى: {...وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185]. لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب.
ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قالَ: «لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً» [قال الألباني إسناده جيد].
كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له جبة يلبسها للعيدين والجمعة [رواه ابن خزيمة، وقال الألباني إسناده ضعيف].
"وَأخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:' يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ..." [رواه البخاري ومسلم].
وكان ابن عمر يلبس في العيد أحسن ثيابه.
وكان الحبشة يلعبون بالحراب يوم العيد، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: «دَعْهُمَا» فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا [رواه البخاري ومسلم].
وقد استنبط أهل العلم من هذا الحديث مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة، وأن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين.
و عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: "تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك".
كان هذا حال العيد في الشريعة وفي زمن النبوة, لكن الناظر الآن إلى الأمة يراها قد غفلت عن عيدها وتناست فرحتها, وانقسمت في هذا إلى قسمين:
الأول: زهد في شريعة الله وشرد عن دينه فاستبدل عيده بأعياد المشركين والأعياد البدعية التىي قتلت فرحة العيد الشرعية في قلبه.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فلا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، اتفاقا واجتماعات وراحة، ولذة وسرورا، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد، بإعلان ذكر الله تعالى فيه، حتى جعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك: ما ليس في سائر الصلوات، وأقامت فيه من تعظيم الله وتنزيل الرحمة فيه - خصوصا العيد الأكبر - ما فيه صلاح الخلق، كما دل عليه قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [سورة الحج: 27]، {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [سورة الحج: 28].
فصار ما وُسِّع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عونا على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية؛ فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها، أو بعضه الذي يكون في عيد الله؛ فترت عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت النفوس خسرانا مبينا"
(اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، ج 1 / ص 444).
وأما القسم الثاني فقد ساقهم الورع والحيطة إلى مخالفة هدى نبينا صلى الله عليه وسلم في العيد, فراحوا يامرون الناس بالاقتصاد في الفرح ويذكرونهم بمصائب الأمة ويعيدون نكأ جراحها حتى صار يوم العيد عندهم هو يوم اجترار المصائب والأحزان ومواجع الأمة المسلمة .
وبين هذين النقيضين كانت شريعة الله في العيد المبارك, كما قال رسول الله عن أيام التشريق "إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ " رواه مالك في الموطأ
فالعيد يوم الفرح والسرور والسنة فيه التوسع على الأهل وأدخل الفرح عليهم قدر المستطاع, كلما كان الفرح بالعيد أعظم, كان الاكتفاء به عن غيره من أعياد المشركين وأهل البدع أكبر وأتم, فينبغي على كل مسلم أن يوسع على أهله في يوم العيد قدر المستطاع ناويًا بهذا كفهم عن السرور والاهتمام بأعياد المشركين وزاهل البدع.
وكذلك ينبغي الحذر في يوم العيد من الوقوع في الحرام؛ لأن النفوس في العيد تترك على سجيتها, فربما وقعت في الحرام, ولهذا نحن نفرح لكننا لا نغضب الله تعالى.
والفرح بالعيد يكون أولا بإحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد:
- إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين.
- التكبير من غروب شمس آخر ليلة من رمضان حتى دخول الإمام، ويكون في البيوت، والمساجد، والطرق، والأسواق.
والتكبير من أظهر شعائر العيد: {...وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185]. لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب.
فمن صحت له التقوى ابتداء صح له الشكر انتهاء، لكن البعض قصر، فلم ينل التقوى ولم يبذل الشكر، لنشكر الله على نعمة العبادة والطاعة يوم أن حرمها البعض من الناس.
- أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى صلاة العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري.
- الخروج إلى المصلى مشياً ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: "مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا" [رواه الترمذي].
- الذهاب من طريق والعودة من آخر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري.
- خروج الأبناء والنساء للصلاة حتى الحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى.
- الاغتسال يوم العيد وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على الاستحباب.
- السواك ورد عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: "إن من السنة السواك يوم العيد كهيئته في يوم الجمعة" [مصنف عبدالرزاق 3/319] ولعموم أدلة السواك.
ثم بعد هذا لا ننسى:
- استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات.
- إدخال الفرح والسرور على الأطفال، وإشعارهم بعظم أيام العيد.
- تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة.
وأخيرا نتذكر أن العيد يوم جائزة الصبر, يفرح فيه الصائم بتمام صيامه وقيامه, والحاج بتمام حجه وسعيه, فنتذكر فرحة المؤمنين يوم الجزاء بتمام طاعتهم واستقامتهم على أمر ربهم فيكون العيد معينا لنا على الصبر والاستقامة على أمر الله تعالى.
منقول بتصرف
منقول
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال
اللهم اكتبنا من الفائزين في شهر رمضان
العيد شعيرة من شعائر ديننا الإسلامي تتجلى فيه مظاهر العبودية لله وليس وقتا للهو والفرح المباح
والله سبحانه يقول
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه (1): {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ}"
(اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، ج 1 / ص 426)،
وتظهر في العيد معان اجتماعية، وإنسانية، ونفسية، فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، والجميع: أيدٍ تتصافح، وقلوب تتآلف، أرواح تتفادى، ورؤوس تتعانق.. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة, ود وصفاء، وأخوة ووفاء، لقاءات تغمرها حرارة الشوق، واللقاء والمحبة والنقاء.
لذلك يصبح العيد أكبر من كونه فرحة ومرح وعادة من عادات الأمة الاجتماعية, وقد قال تعالى: {...وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185]. لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب.
ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قالَ: «لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً» [قال الألباني إسناده جيد].
كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له جبة يلبسها للعيدين والجمعة [رواه ابن خزيمة، وقال الألباني إسناده ضعيف].
"وَأخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:' يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ..." [رواه البخاري ومسلم].
وكان ابن عمر يلبس في العيد أحسن ثيابه.
وكان الحبشة يلعبون بالحراب يوم العيد، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: «دَعْهُمَا» فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا [رواه البخاري ومسلم].
وقد استنبط أهل العلم من هذا الحديث مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة، وأن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين.
و عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: "تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك".
كان هذا حال العيد في الشريعة وفي زمن النبوة, لكن الناظر الآن إلى الأمة يراها قد غفلت عن عيدها وتناست فرحتها, وانقسمت في هذا إلى قسمين:
الأول: زهد في شريعة الله وشرد عن دينه فاستبدل عيده بأعياد المشركين والأعياد البدعية التىي قتلت فرحة العيد الشرعية في قلبه.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فلا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، اتفاقا واجتماعات وراحة، ولذة وسرورا، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد، بإعلان ذكر الله تعالى فيه، حتى جعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك: ما ليس في سائر الصلوات، وأقامت فيه من تعظيم الله وتنزيل الرحمة فيه - خصوصا العيد الأكبر - ما فيه صلاح الخلق، كما دل عليه قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [سورة الحج: 27]، {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [سورة الحج: 28].
فصار ما وُسِّع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عونا على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية؛ فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها، أو بعضه الذي يكون في عيد الله؛ فترت عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت النفوس خسرانا مبينا"
(اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، ج 1 / ص 444).
وأما القسم الثاني فقد ساقهم الورع والحيطة إلى مخالفة هدى نبينا صلى الله عليه وسلم في العيد, فراحوا يامرون الناس بالاقتصاد في الفرح ويذكرونهم بمصائب الأمة ويعيدون نكأ جراحها حتى صار يوم العيد عندهم هو يوم اجترار المصائب والأحزان ومواجع الأمة المسلمة .
وبين هذين النقيضين كانت شريعة الله في العيد المبارك, كما قال رسول الله عن أيام التشريق "إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ " رواه مالك في الموطأ
فالعيد يوم الفرح والسرور والسنة فيه التوسع على الأهل وأدخل الفرح عليهم قدر المستطاع, كلما كان الفرح بالعيد أعظم, كان الاكتفاء به عن غيره من أعياد المشركين وأهل البدع أكبر وأتم, فينبغي على كل مسلم أن يوسع على أهله في يوم العيد قدر المستطاع ناويًا بهذا كفهم عن السرور والاهتمام بأعياد المشركين وزاهل البدع.
وكذلك ينبغي الحذر في يوم العيد من الوقوع في الحرام؛ لأن النفوس في العيد تترك على سجيتها, فربما وقعت في الحرام, ولهذا نحن نفرح لكننا لا نغضب الله تعالى.
والفرح بالعيد يكون أولا بإحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد:
- إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين.
- التكبير من غروب شمس آخر ليلة من رمضان حتى دخول الإمام، ويكون في البيوت، والمساجد، والطرق، والأسواق.
والتكبير من أظهر شعائر العيد: {...وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185]. لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب.
فمن صحت له التقوى ابتداء صح له الشكر انتهاء، لكن البعض قصر، فلم ينل التقوى ولم يبذل الشكر، لنشكر الله على نعمة العبادة والطاعة يوم أن حرمها البعض من الناس.
- أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى صلاة العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري.
- الخروج إلى المصلى مشياً ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: "مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا" [رواه الترمذي].
- الذهاب من طريق والعودة من آخر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري.
- خروج الأبناء والنساء للصلاة حتى الحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى.
- الاغتسال يوم العيد وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على الاستحباب.
- السواك ورد عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: "إن من السنة السواك يوم العيد كهيئته في يوم الجمعة" [مصنف عبدالرزاق 3/319] ولعموم أدلة السواك.
ثم بعد هذا لا ننسى:
- استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات.
- إدخال الفرح والسرور على الأطفال، وإشعارهم بعظم أيام العيد.
- تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة.
وأخيرا نتذكر أن العيد يوم جائزة الصبر, يفرح فيه الصائم بتمام صيامه وقيامه, والحاج بتمام حجه وسعيه, فنتذكر فرحة المؤمنين يوم الجزاء بتمام طاعتهم واستقامتهم على أمر ربهم فيكون العيد معينا لنا على الصبر والاستقامة على أمر الله تعالى.
منقول بتصرف
منقول
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال
اللهم اكتبنا من الفائزين في شهر رمضان