أخوانى فى الله
لكم يذهب فكرى دائما عند وقوع درة من الدرر أمامى اليكم فى موقعى المحببوكثيرا ما نقرأ ونقرألكن من النادر جدا ما يؤثر فينا شىء نقرأه ونظل نتذكره عن ظهر قلبواثناء تصفحى للبريد الالكترونى لىهزتنى قصة جميلة جميلة
ولكم تخيلت نفسى وتمنيت وأنا أمر على جبل من الجبال أن أصعد لأعلى قمة وأعبد الله فيها منفردا وكم قرأت أن الجبال تسأل بعضها البعض هل مر عليك اليوم من يذكر الله
المهم اترككم مع الموضوع ونقلته كما هووأسأل الله أن يحرك فيكم ساكنوتجعلك تجرى وتفر الى الله.........
الموضوع
***********
كنا في جده في بيت الوالده حفظها الله في صباح الجمعه ... وعند الضحى سألت خاليويش رأيك نطلع مكه نصلي الجمعه هناك و نرجع على طولقال فكره طيبة ... نشرب الشاهي ونطلعقلت الآن .. قبل ما يكسلنا الشيطان .. ولك علي اشتري لك شاهي عدني ما حصل من الخط .. لجل نلحق ندخل الحرم قبل الزحمة .. اليوم جمعه .. كل أهل مكه يصلوا هناك
وحنا في الطريق السريع ... لفت نظري قبل مكه بحوالي خمسة واربعين كيلومتر أو تزيد قليلا في الناحية الأخرى من الطريق .. بيت ابيض من بيوت الله ... مسجد .. ولفت نظري لعدة اشياءلونه ابيض رائع ... و مئذنته جميلة و عالية نسبيامبني على أسفل سفح جبل او على تلة تقريبا .. مما يجعل الوصول إليه يبدو صعبا قليلا ... خاصة على كبار السن .. وإن كان واضح أن من بنى المسجد بناه على هذه الصورة لجل يبان للناس من بعيد ... إن في هذا المكان مسجدالمسجد كان مهدم .. او بمعنى أصح .. كان عبارة عن ثلثي مسجد فقط ... و الجزء الخلفي مهدوم تماما .. و لا يوجد ابواب او حتى شبابيك .. وليس اكثر من مسجد مهجور مرتفع عن الأرض
ما ادري ليه بقى منظر هذا المسجد في قلبي ... وصورته ما فارقت خيالي ابدا .. يمكن لشموخه و وقوفه ضد السنين ... الله أعلم***
وصلنا مكه ولله الحمد ... ووقفنا السيارة خارجها نظرا لشدة الزحام وصلينا وسمعنا الخطبةبعد الصلاة .. ركبنا سيارتنا وأخذنا طريق العوده
للمرة الثانية ... مدري ليش ... ظهرت صورة نفس المسجد في باليالمسجد الأبيض المهجورجلست أكلم نفسي ... بعد شويه يظهر لنا المسجدجلست التفت لليمين وانا أبحث عنه
اذكر ان بجانبه مبنى المعهد السعودي الياباني بحوالي خمسمائة متر و كل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراهمررت بجانب المسجد وطالعت فيه .. ولكن لفت انتباهي شئسيارة .. فورد زرقاء اللون تقف بجانبهثواني مرت وانا افكر .. ويش موقف هالسياره هنا ؟ .. ويش عنده راعيها ؟ .. ثم اتخذت قراري سريعاهديت السرعه ولفيت لليمين على الخط الترابي ناحية المسجد ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا ... وسط ذهول خالي وهو يسألنيخير ويش فيه ؟؟؟خير صار شئ ؟؟؟
اتجهت لليمين من عند المعهد السعودي الياباني في خط ترابي لحوالي خمسمئة متر .. ثم يمين مرة أخرى ... ثم داخل اسوار لمزرعة قديمة ... حتى توجهت للمسجد مباشرة
سألني خالي خير .. ويش فيك رد عليقلت ابدا .. بشوف راعي هالسيارة ويش عندهقال ... مالنا ومال الناسقلت خلينا نشوف .. وبالمرة نصلي العصر.. اعتقد أذن خلاصشافني مصمم ومتجه بقوة للمسجد راح سكت
***
وقفنا السيارة في الأسفل ... وطلعنا حتى وصلنا للمسجد ... وإذا بصوت عالي ... يرتل القرآن باكيا .. ويقرأ من سورة الرحمن ... وكان يقرأ هذه الاية بالذات
( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
فكرت أن ننتظر في الخارج نستمع لهذه القراءة .. لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد ... المهدوم ثلثة ... والذي حتى الطير لا تمر فيه
دخلنا المسجد .. وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض ... في يده مصحف صغير يقرأ فيه ... ولم يكن هناك أحدا غيرهوأؤكدلم يكن هناك أحدا غيره
قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهنظر إلينا وكأننا افزعناه ... مستغربا من حضورنا .. ثم قالوعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهسألته صليت العصر؟قال .. لاقلت طيب أذنت ؟قال لا... كم الساعة ؟قلت وجبت خلاص
أذنت .. ولما جيت أقيم الصلاة .. وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة و يبتسمغريبة ابتسامته !!!
يبتسم لمين ؟ايش السبب !!!
وقفت اصلي ... إلا وأسمع الشاب يقول جملة طيرت عقلي تماماقال بالحرف الواحدأبشر ... جماعه مرة وحدة
نظر لي خالي متعجبا ... فتجاهلت ذلك ... ثم كبرت للصلاة وانا عقلي مشغول بهذه الجملة
( أبشر جماعة مرة وحدة)
يكلم مين ؟؟؟ .. ما معانا أحد !!! .. أنا متأكد إن المسجد كان فاضي ... يمكن احد دخل من غير ما اشوفه ... هل هو مجنون ... لا أعتقد ابدا ... طيب يكلم مين !!!
صلى خلفى ... وانا تفكيري منشغل بيه تمامابعد الصلاة ... أدرت وجهي لهم .. وحين أشار لي خالي للانصراف.. قلت له .. روح انت استناني في السيارة والحين الحقكنظر لي ... كأنه خايف علي من هذا الشاب الغريبالذي يتوقف عند مسجد مهجورالذي يقرأ القرآن في مسجد مهجورالذي لا نعلم يكلم من ... حين يقول
( أبشر جماعة مرة وحده )
اشرت إليه أني جالس قليلانظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح ... ثم سألتهكيف حال الشيخ ؟فقال بخير ولله الحمدسألته ما تعرفت عليكفلان بن فلانقلت فرصة سعيدة يا أخي ... بس الله يسامحك .. أشغلتني عن الصلاةسألني ليش ؟
قلت ... وانا اقيم الصلاة سمعتك تقولأبشر جماعة مرة وحدهضحك ... وقال ويش فيها؟قلت ... ما فيها شئ بس .. انت كنت تكلم مين !!!
ابتسم ... ونظر للأرض وسكت لحظات ... وكأنه يفكر .. هل يخبرني ام لا ؟هل سيقول كلمات أعجب من الخيالأقرب للمستحيلتجعلني اشك أنه مجنونكلمات تهز القلوبتدمع الأعينام يكتفي بالسكوت!!!
لو قلت لك .. رايح تقول علي مجنونتأملته مليا ... وبعدين ... ضممت ركبتي لصدري ... حتى تكون الجلسة أكثر حميمية .. أكثر قربا .. أكثر صدقا .. وكأننا أصحاب من زمانقلت .. ما أعتقد انك مجنون ... شكلك هادئ جدا ... وصليت معانا ولا سمعت لك حرفنظر لي ... ثم قال كلمة نزلت علي كالقنبلة .. جعلتني افكر فعلا .. هل هذا الشخص مجنون !!!
كنت أكلم المسجد
قلت .. نعم !!!
كنت أكلم المسجد
سالته حتى أحسم هذا النقاش مبكرا ... وهل رد عليك المسجد ؟تبسم ... ثم قال .. ما قلت لك ... حتقول علي مجنون .. وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارةتبسمت ... وقلت كلامك مضبوط .. طالما انها ما ترد ... طيب ليه تكلمها !!!
هل تنكر .... إن منها ما يهبط من خشية اللهسبحان الله ... كيف انكر وهذا مذكور في القرآنطيب ... و قوله تعالى ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده )
قلت ماني فاهمكباعلمكنظر للأرض فترة وكأنه مازال يفكرهل يخبرني ؟؟هل أستحق أن أعلم ؟؟ثم قال دون أن يرفع عينيهانا انسان احب المساجد .. كلما شفت مسجد قديم ولا مهدم او مهجور .. افكر فيه .
افكر في ايام كان الناس يصلوا فيهواقول .. تلقى المسجد الحين مشتاق للصلاة فيه .. تلقاه يحن لذكر الله
أحس ... أحس إنه ولهان على التسبيح والتهليل .. يتمنى لو آية تهز جدرانه .. وأفكر .. وافكر .. يمكن يمر وقت الآذان وتلقى المئذنة مشتاقة ... و تتمنى تنادي ... حي على الصلاة ... وأحس إن المسجد ... يشعر انه غريب بين المساجد .. يتمنى ركعة .. سجدة .. أحس بحزن في القبلة ... تتمنى لا إله إلا الله .. ولو عابر سبيل يقول الله اكبر ... وبعدين يقرأ
( الحمدلله رب العالمين)
اقول في نفسي والله لأطفئ شوقك .. والله لأعيد فيك بعض ايامك .. اقوم انزل ... وأصلي ركعتين لله ... واقرأ فيه جزء من القرآنلا تقول غريب فعلي .. لكني والله ... احب المساجد
أدمعت عيني ... نظرت في الأرض مثله لجل ما يلاحظها .. من كلامه .. من احساسه .. من اسلوبه .. من فعله العجيب .. من رجل تعلق قلبه بالمساجد
مالقيت كلام ينقال .. واكتفيت بكلمة الله يجزاك كل خيربدأ خالي يدق لي بوري يستعجلني .. قمت ... وسلمت عليه ... قلت له ... لا تنساني من صالح دعاكوانا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرضتدري .. ويش ادعي دايما وانا خارجطالعت فيه وأنا افكر .. ودي الزمن يطول وانا اطلع فيه .. من كان هذا فعله .. كيف يكون دعاه ... وما كنت أتوقع ابدا هذا الدعاء
اللهم
اللهم
اللهم
إن كنت تعلم أني آنست هذا المسجد بذكرك العظيم ... وقرآنك الكريم ... لوجهك يا رحيم .. فآنس وحشة أبي في قبره وأنت ارحم الراحمين
حينها تتابع الدمع من عيني .. ولم استحي أن أخفي ذلك .. أي فتى هذا .. وأي بر بالوالدين هذا
ليتني مثله .. بل ليت لي ولد مثلهكيف رباه ابوه .. أي تربية .. وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا
هزني هذا الدعاء ... اكتشفت اني مقصرا للغاية مع والدي رحمه الله .. كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء او أموات
ارى بعض الشباب حين تأتي صلاة الجنازة أو حين دفن الأب ... اراهم يبكون بحرقة ... يرفعون اكفهم بالدعاء بصوت باكي ... يقطع نياط القلوب ... و أتفكر .. هل هم بررة بوالدهم أو والدتهم إلى هذه الدرجة .. أم أن هذا البكاء محاولة لتعويض ما فاتهم من برهم بوالديهم !!! .. أم أنهم الآن فقط .. شعروا بالمعنى الحقيقي ... لكلمة أب .. او كلمة أموانتهت القصة .........................................
ولم تنتهى دموعىمن شريط دمعة من هنا ودمعة من هناك لــ ابراهيم المرواني
لكم يذهب فكرى دائما عند وقوع درة من الدرر أمامى اليكم فى موقعى المحببوكثيرا ما نقرأ ونقرألكن من النادر جدا ما يؤثر فينا شىء نقرأه ونظل نتذكره عن ظهر قلبواثناء تصفحى للبريد الالكترونى لىهزتنى قصة جميلة جميلة
ولكم تخيلت نفسى وتمنيت وأنا أمر على جبل من الجبال أن أصعد لأعلى قمة وأعبد الله فيها منفردا وكم قرأت أن الجبال تسأل بعضها البعض هل مر عليك اليوم من يذكر الله
المهم اترككم مع الموضوع ونقلته كما هووأسأل الله أن يحرك فيكم ساكنوتجعلك تجرى وتفر الى الله.........
الموضوع
***********
كنا في جده في بيت الوالده حفظها الله في صباح الجمعه ... وعند الضحى سألت خاليويش رأيك نطلع مكه نصلي الجمعه هناك و نرجع على طولقال فكره طيبة ... نشرب الشاهي ونطلعقلت الآن .. قبل ما يكسلنا الشيطان .. ولك علي اشتري لك شاهي عدني ما حصل من الخط .. لجل نلحق ندخل الحرم قبل الزحمة .. اليوم جمعه .. كل أهل مكه يصلوا هناك
وحنا في الطريق السريع ... لفت نظري قبل مكه بحوالي خمسة واربعين كيلومتر أو تزيد قليلا في الناحية الأخرى من الطريق .. بيت ابيض من بيوت الله ... مسجد .. ولفت نظري لعدة اشياءلونه ابيض رائع ... و مئذنته جميلة و عالية نسبيامبني على أسفل سفح جبل او على تلة تقريبا .. مما يجعل الوصول إليه يبدو صعبا قليلا ... خاصة على كبار السن .. وإن كان واضح أن من بنى المسجد بناه على هذه الصورة لجل يبان للناس من بعيد ... إن في هذا المكان مسجدالمسجد كان مهدم .. او بمعنى أصح .. كان عبارة عن ثلثي مسجد فقط ... و الجزء الخلفي مهدوم تماما .. و لا يوجد ابواب او حتى شبابيك .. وليس اكثر من مسجد مهجور مرتفع عن الأرض
ما ادري ليه بقى منظر هذا المسجد في قلبي ... وصورته ما فارقت خيالي ابدا .. يمكن لشموخه و وقوفه ضد السنين ... الله أعلم***
وصلنا مكه ولله الحمد ... ووقفنا السيارة خارجها نظرا لشدة الزحام وصلينا وسمعنا الخطبةبعد الصلاة .. ركبنا سيارتنا وأخذنا طريق العوده
للمرة الثانية ... مدري ليش ... ظهرت صورة نفس المسجد في باليالمسجد الأبيض المهجورجلست أكلم نفسي ... بعد شويه يظهر لنا المسجدجلست التفت لليمين وانا أبحث عنه
اذكر ان بجانبه مبنى المعهد السعودي الياباني بحوالي خمسمائة متر و كل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراهمررت بجانب المسجد وطالعت فيه .. ولكن لفت انتباهي شئسيارة .. فورد زرقاء اللون تقف بجانبهثواني مرت وانا افكر .. ويش موقف هالسياره هنا ؟ .. ويش عنده راعيها ؟ .. ثم اتخذت قراري سريعاهديت السرعه ولفيت لليمين على الخط الترابي ناحية المسجد ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا ... وسط ذهول خالي وهو يسألنيخير ويش فيه ؟؟؟خير صار شئ ؟؟؟
اتجهت لليمين من عند المعهد السعودي الياباني في خط ترابي لحوالي خمسمئة متر .. ثم يمين مرة أخرى ... ثم داخل اسوار لمزرعة قديمة ... حتى توجهت للمسجد مباشرة
سألني خالي خير .. ويش فيك رد عليقلت ابدا .. بشوف راعي هالسيارة ويش عندهقال ... مالنا ومال الناسقلت خلينا نشوف .. وبالمرة نصلي العصر.. اعتقد أذن خلاصشافني مصمم ومتجه بقوة للمسجد راح سكت
***
وقفنا السيارة في الأسفل ... وطلعنا حتى وصلنا للمسجد ... وإذا بصوت عالي ... يرتل القرآن باكيا .. ويقرأ من سورة الرحمن ... وكان يقرأ هذه الاية بالذات
( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
فكرت أن ننتظر في الخارج نستمع لهذه القراءة .. لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد ... المهدوم ثلثة ... والذي حتى الطير لا تمر فيه
دخلنا المسجد .. وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض ... في يده مصحف صغير يقرأ فيه ... ولم يكن هناك أحدا غيرهوأؤكدلم يكن هناك أحدا غيره
قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهنظر إلينا وكأننا افزعناه ... مستغربا من حضورنا .. ثم قالوعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهسألته صليت العصر؟قال .. لاقلت طيب أذنت ؟قال لا... كم الساعة ؟قلت وجبت خلاص
أذنت .. ولما جيت أقيم الصلاة .. وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة و يبتسمغريبة ابتسامته !!!
يبتسم لمين ؟ايش السبب !!!
وقفت اصلي ... إلا وأسمع الشاب يقول جملة طيرت عقلي تماماقال بالحرف الواحدأبشر ... جماعه مرة وحدة
نظر لي خالي متعجبا ... فتجاهلت ذلك ... ثم كبرت للصلاة وانا عقلي مشغول بهذه الجملة
( أبشر جماعة مرة وحدة)
يكلم مين ؟؟؟ .. ما معانا أحد !!! .. أنا متأكد إن المسجد كان فاضي ... يمكن احد دخل من غير ما اشوفه ... هل هو مجنون ... لا أعتقد ابدا ... طيب يكلم مين !!!
صلى خلفى ... وانا تفكيري منشغل بيه تمامابعد الصلاة ... أدرت وجهي لهم .. وحين أشار لي خالي للانصراف.. قلت له .. روح انت استناني في السيارة والحين الحقكنظر لي ... كأنه خايف علي من هذا الشاب الغريبالذي يتوقف عند مسجد مهجورالذي يقرأ القرآن في مسجد مهجورالذي لا نعلم يكلم من ... حين يقول
( أبشر جماعة مرة وحده )
اشرت إليه أني جالس قليلانظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح ... ثم سألتهكيف حال الشيخ ؟فقال بخير ولله الحمدسألته ما تعرفت عليكفلان بن فلانقلت فرصة سعيدة يا أخي ... بس الله يسامحك .. أشغلتني عن الصلاةسألني ليش ؟
قلت ... وانا اقيم الصلاة سمعتك تقولأبشر جماعة مرة وحدهضحك ... وقال ويش فيها؟قلت ... ما فيها شئ بس .. انت كنت تكلم مين !!!
ابتسم ... ونظر للأرض وسكت لحظات ... وكأنه يفكر .. هل يخبرني ام لا ؟هل سيقول كلمات أعجب من الخيالأقرب للمستحيلتجعلني اشك أنه مجنونكلمات تهز القلوبتدمع الأعينام يكتفي بالسكوت!!!
لو قلت لك .. رايح تقول علي مجنونتأملته مليا ... وبعدين ... ضممت ركبتي لصدري ... حتى تكون الجلسة أكثر حميمية .. أكثر قربا .. أكثر صدقا .. وكأننا أصحاب من زمانقلت .. ما أعتقد انك مجنون ... شكلك هادئ جدا ... وصليت معانا ولا سمعت لك حرفنظر لي ... ثم قال كلمة نزلت علي كالقنبلة .. جعلتني افكر فعلا .. هل هذا الشخص مجنون !!!
كنت أكلم المسجد
قلت .. نعم !!!
كنت أكلم المسجد
سالته حتى أحسم هذا النقاش مبكرا ... وهل رد عليك المسجد ؟تبسم ... ثم قال .. ما قلت لك ... حتقول علي مجنون .. وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارةتبسمت ... وقلت كلامك مضبوط .. طالما انها ما ترد ... طيب ليه تكلمها !!!
هل تنكر .... إن منها ما يهبط من خشية اللهسبحان الله ... كيف انكر وهذا مذكور في القرآنطيب ... و قوله تعالى ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده )
قلت ماني فاهمكباعلمكنظر للأرض فترة وكأنه مازال يفكرهل يخبرني ؟؟هل أستحق أن أعلم ؟؟ثم قال دون أن يرفع عينيهانا انسان احب المساجد .. كلما شفت مسجد قديم ولا مهدم او مهجور .. افكر فيه .
افكر في ايام كان الناس يصلوا فيهواقول .. تلقى المسجد الحين مشتاق للصلاة فيه .. تلقاه يحن لذكر الله
أحس ... أحس إنه ولهان على التسبيح والتهليل .. يتمنى لو آية تهز جدرانه .. وأفكر .. وافكر .. يمكن يمر وقت الآذان وتلقى المئذنة مشتاقة ... و تتمنى تنادي ... حي على الصلاة ... وأحس إن المسجد ... يشعر انه غريب بين المساجد .. يتمنى ركعة .. سجدة .. أحس بحزن في القبلة ... تتمنى لا إله إلا الله .. ولو عابر سبيل يقول الله اكبر ... وبعدين يقرأ
( الحمدلله رب العالمين)
اقول في نفسي والله لأطفئ شوقك .. والله لأعيد فيك بعض ايامك .. اقوم انزل ... وأصلي ركعتين لله ... واقرأ فيه جزء من القرآنلا تقول غريب فعلي .. لكني والله ... احب المساجد
أدمعت عيني ... نظرت في الأرض مثله لجل ما يلاحظها .. من كلامه .. من احساسه .. من اسلوبه .. من فعله العجيب .. من رجل تعلق قلبه بالمساجد
مالقيت كلام ينقال .. واكتفيت بكلمة الله يجزاك كل خيربدأ خالي يدق لي بوري يستعجلني .. قمت ... وسلمت عليه ... قلت له ... لا تنساني من صالح دعاكوانا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرضتدري .. ويش ادعي دايما وانا خارجطالعت فيه وأنا افكر .. ودي الزمن يطول وانا اطلع فيه .. من كان هذا فعله .. كيف يكون دعاه ... وما كنت أتوقع ابدا هذا الدعاء
اللهم
اللهم
اللهم
إن كنت تعلم أني آنست هذا المسجد بذكرك العظيم ... وقرآنك الكريم ... لوجهك يا رحيم .. فآنس وحشة أبي في قبره وأنت ارحم الراحمين
حينها تتابع الدمع من عيني .. ولم استحي أن أخفي ذلك .. أي فتى هذا .. وأي بر بالوالدين هذا
ليتني مثله .. بل ليت لي ولد مثلهكيف رباه ابوه .. أي تربية .. وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا
هزني هذا الدعاء ... اكتشفت اني مقصرا للغاية مع والدي رحمه الله .. كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء او أموات
ارى بعض الشباب حين تأتي صلاة الجنازة أو حين دفن الأب ... اراهم يبكون بحرقة ... يرفعون اكفهم بالدعاء بصوت باكي ... يقطع نياط القلوب ... و أتفكر .. هل هم بررة بوالدهم أو والدتهم إلى هذه الدرجة .. أم أن هذا البكاء محاولة لتعويض ما فاتهم من برهم بوالديهم !!! .. أم أنهم الآن فقط .. شعروا بالمعنى الحقيقي ... لكلمة أب .. او كلمة أموانتهت القصة .........................................
ولم تنتهى دموعىمن شريط دمعة من هنا ودمعة من هناك لــ ابراهيم المرواني