فضائل القرآن - الرازي
[size=16]
[b]مقدمة الكتاب
قال الشيخ الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ رحمة الله عليه: وبعد فإن هذا كتاب ألفته في فضائل القرآن وتلاوته وخصائص تلاوته وحملته.
وقد سماه الله بالقرآن والفرقان والعظيم والعزيز والحكيم والروح والكريم والنور والهدى والتذكرة والذكرى والرحمة والشفاء والكتاب المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم والحق اليقين والقصص الحق والموعظة الحسنة والآيات البينات والمتبينات والبيان والتبيان والبينة وحبل الله وصراط الله في غيرها من الأسماء العلية والصفات الجلية.
ونوه بذكر حملته من حفظته ورفع من شأنهم فقال عز من قائل: {كُونوا رَبانيينَ بِما كُنتُم تُعلِمونَ الكِتابَ وَبِما كُنتم تَدرُسون} فالرباني أخص نسبة ينسب به العبد إلى مولاه من بعد النبوة ومعناه: كونوا علماء حكماء بتعليمكم الكتاب ودرسكم إياه.
وجعلكم مغبوطين في الأنبياء والسالفة من الأمم قبل أن اظهروا ومحسودين في أهل الكتاب والمشركين ثم في الأمة بعد أن ظهروا واستظهروا.
وفوض إليهم الإمامة والإمارة وولى من عملوا علّموه في الدنيا والشفاعة في الآخرة.
وجعلهم خير الأمة وأفضلهم وخيارهم وأشرافهم.
واتخذهم آهلين من بين خلقه وخواص من بين عباده.
واستدرج النبوة من بين جنوبهم من غير وحي إليهم.
وأخير بأنه عزوجل يأخذهم بما يأخذ به الأنبياء إلا الوحي.
وجعل حرمتهم على المؤمنين كحرمة أمهاتهم عليهم احتراما ومبرة.
وآمنهم من أن تحرقهم النار أو يلجوها إلا تحلة القسم كل ذلك بينه عز وجل في نص تنزيله وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
ومن وراء جميع ما ذكرته خص علمائهم بخلة مستخلصة لهم دون غيرهم من علماء الشريعة وهي ائتمام الأمة بهم في كتابه عن آخرها على اختلاف نحلها ومذاهبها من غير نزاع ولا مخالفة فأعظم بهن من فضائل وخصائص وأكرم وإن لم يحصل المرء المسلم إلا على مجرد حفظه دون تبطن في معناه أو منازلة لجميع موجبه ومقتضاه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (لو جُعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) أي من علمه الله القرآن من المسلمين وحفظه إياه - لم تحرقه النار يوم القيامة إن أُلقي فيها بالذنوب كذلك قيل في معنى الخبر.
وقد قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: اقروا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف فإن الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن وأحرى لمن تنبه على تعظيم حرمات الله في نص التنزيل من الشعائر والمشاعر والمناسك والمسعى والمواقف - أن يتنبه لحرمة ما هو أعظم حرمة عند الله سبحانه منهن وهو المؤمن ثم لحرمة من اتخذه الله من بين المؤمنين أهلين من جملتهم وهم حملة كتابه ولولا ورود الشرع بها من لفظه لاستعظم إضمارها فكيف بإظهارها وإنما تنبيهي على ما جعل الله لأهليه من الحق والحرمة من بين خلقه لأنا قد بلينا في الموقف بقوم من نشئة لا يعبئون بكتاب الله ولا بحفظه فلا يعبأ الله بهم قاصرين عنه حاجزين مفترين غيرهم مزهدين فيه ملقبين حملته بالقراء على النبز والازدراء دون المدح والإطراء ما بين المترسمين بالعلم والمتوسمين بالنسك جل كلامهم: أن حفظ القرآن يصلح للمعلمين والصبيان ولم يُقرأ عند المرضى وفي المقابر وأكثر فتياهم أنه يكفي من القرآن ما يسقط به الفرض بعدما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الله عزوجل: (من شغله القرآن عن ذكري ومسئلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين).
وقال عليه الصلاة والسلام: (أفضل العبادة القرآن).
ولما سئل عليه السلام عن أفضل الأعمال قال: (عليك بالحال المرتحل) قيل: وما الحال المرتحل قال: (صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره ثم يضرب في آخره حتى يبلغ في أوله) ونحوها من الأخبار التي وردت وسأسوق قليلا منها مسندا ومبوبا يدل على كثير جاء في هذا المعنى وقد قال الله تعالى: {ما يَوَد الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ وَلا المُشرِكينَ أَن يُنَزَلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبِكُم وَاللَهُ يَختَصُ بِرَحَمَتِهِ مَن يَشاءُ} قيل: معناه: بحفظ القرآن أي ما حسدتكم اليهود والنصارى على شيء كحفظ القرآن وبحفاظ الأمة أنجز الله حسن موعوده من قوله تعالى: {إِنَّا نَحنُ نَزَلنا الذِكرَ وَإِنَّا لَحافِظون}.
وبحفظ وبحفظ القرآن وصفهم الله عز وجل بالعلم فقال: {بَل هُوَ ءاياتٌ بَيناتٌ في صُدُورِ الَّذينَ أَوتُوا العِلمَ}.
وقرر لهم حقيقة العلم وكذلك وجدهم موسى عليه السلام فقال: يا رب إني أجد في التوارة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونه ظاهرا.
وكذلك أشعيا بن راموص فقال: قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم.
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: {لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار}.
وعن عيسى بن مريم عليه السلام أنه قال: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به.
وعلى الحفظ والتحفظ كان الصدر الأول ومن بعدهم فربما قرأ الأكبر منهم على الأصغر منه سنا وسابقة فلم يكن الفقهاء منهم ولا المحدثون والوعاظ يتخلفون عن حفظ القرآن والاجتهاد على استظهاره ولا المقربون منهم عن العلم بما لم يسعهم جهله منه غير أنهم نسبوا إلى ما غلب عليهم من المعرفة بحروفه أو العلم بغيرها إلى أن خلفهم الخلف الذين مضى ذكرهم فاتهم في طراتهم وحداثتهم طلب حفظ القرآن وفي أوانه ولحقهم العجز والبلادة على سنهم من غير أن كان لهم أنس بتلاوة كتاب من ربهم ولا بلطيف خطابه وشريف عتابه فعوقبوا لحرمانه وإيثار الجدل والنطاح اللذين يؤديان إلى تفريق الأمة وتمقيت بعضهم إلى بعض وصار ذلك أروج لهم في مجالس الظلمة والمسلطين الفجرة فمضوا بذلك وأسند بجوابه والله زين لهم ذلك فقال عز وجل {كَذَلِكَ زَيَّنّا لِكُلِ أُمَّةٍ عَمَلَهُم} ومع ذلك فإنهم لا يدخلون حفرهم غلا تحسرا وتكمدا وتأسفا على ما فاتهم من بركة حفظ كتاب الله الكريم ولا يظهر ذلك عليهم إلا عند الطعن في السن أو الإشراف على الفوت أو التغرغر بالموت لكنهم في الحال يستنزرون حفظ القرآن ويزرون بأهله ويلقبونهم بما تقدم من النبز.
فأما من لم يتحل بالعلم بل ترسم بالنسك ثم أزرى بأهل القرآن ونبزهم بالقراء فإنه بربخ لا قيمة له فربما كان ذلك منه بلادة وعجزا أو تعديا وجهلا فليتق الله امرؤ بعد عجزه عمن حفظ كتاب الله ولا يفترن غيره فإنه لا يأمن أن يصير كمن كفر به وصد عنه وقد قال الله عزوجل في ذم قوم صدوا عنه وهجروه فقال عز من قائل إخبارا عنهم: {لَقَد أَضَلَّني عِنِ الذِكرِ بَعدَ إِذ جاءَني} وقال تعالى: {وَقالَ الرَّسولُ يارَبِّ إِنَّ قَومي اتَخَذوا هَذا ..} ولا ينسين بعدما تعلمه أو شيئا منه فإن الله تعالى يقول: {قالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ ءَاياتُنا فَنَسَيتَها وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسى} فهذه الآي وإن كن على الخصوص للكفار فإن ظاهر تلاوتهن على العموم فمن رغب عن حفظ القرآن وزهد غيره فيه أو نسي بعدما تعلمه فكأنه أريد بما مضى وخوطب به على أنه قد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوعيد والتوبيخ فيمن نسيه من المسلمين بعدما تعلمه فمن ذلك: ما حدثني به والدي أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي الحافظ نزيل مكة - رحمه الله بمكة حرسها الله - حدثنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف نا يوسف بن يعقوب نا عمرو بن مرزوق نا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن لقيط عن رجل من أهل الشام: عن سعد بن عبادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله أجذم).
وأخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي العدل الروياني نزيل الري حدثنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني الحافظ نا أبو الربعي السمتي ثنا أبو عوانة وضاح بن عبد الله ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل: عن عبد الله قال: ما للمرء أو لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي وذكر الحديث.
وحدثنا أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي الفقيه بنيسابور نا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري الزاهد نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنا أحمد بن أبي طيبة عن إبراهيم بن طهمان عن منصور عن أبي وائل: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئسما لأحدكم يقول: نسيت آية كيت وكيت بل هو نُسي استذكروا القرأن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من الناقة من عقلها).
وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن إسحاق نا عبد الله بن صالح قال: حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه: عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وأفشوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل).
وأخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الأبرقوهي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم معبد البخاري ثنا مزيد بن عبد الله المصري ثنا حاجب بن سليمان المنبجي نا وكيع بن الجراح نا سفيان عن محمد بن المنكدر.
عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة تخرجها من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من آية أو سورة أوتيها ثم نسيها).
فصل: فإن قال قائل: هل تعين فرض حفظ جميع القرأن على أعيان جماعة المكلفين أم لا.
والجواب: إنه لم يتوجه ذلك على كل واحد منهم فرضا وذلك لأن الله عز وجل أرءف بعباده من أن يكلفهم ما لا طاقة لعامتهم به وقدن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعثت بالحنيفية السهلة السمحة) فلو كلفوا على العموم لعجز الأكثر عنه لأن القرأن أعظم شانا وأمنع جانبا من أن يتأتى حفظه لكل إنسان أو يتسر بكل لسان أو ينطلق به أو يطيقه كل أحد أو يحيط به كل حفظ أو يحتمله كل سن ألا ترى أن الجزء الذي منه توجه فرضه على كل مكلف وهو الفاتحة في الأكثرةب وآيها أعتقد هو جزء من ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبعين جزءا وكثير على عدد الكلم قد أعيا عامة الأمة تأدية على حد الواجب قديما وحديثا وتفاةتت بقراءته درجاتهم واختلفت على إقامته ألسنتهم وطباعهم وكثرت لتجويده على النحو المرضي رياضاتهم حتى أنه قد يتخلف كثير من الفضل عن إمامة الصلاة لقصورهم عنه إقامة على سواء الصواب بتقدم المفضولين عليهم فيها لإقامتهم إياه على حد الواجب أو أجود ممن أُخر عنها فإذا كان هذا دأبهم على حد الواجب أو أجود ممن أخر عنها فإذا كان هذا دأبهم مع الجزء اللطيف الذي كلفوا منه فكيف تراهم كانوا أن لو كلفوا جميعه على الأعيان مع عزته وصعوبته وكثرة متشابهه ومشكله واختلاف حركاته وسكونه ونقطه وإعجامه وقد قال الله عز وجل: {وَلقَد يَسَرنا القُرءانَ لِلِذِكرِ فَهَل مِن مُدَّكِر} {فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوماً لُّدّاً}.
وكان مقاتل بن سليمبان يقول: لولا أن الله تعالى يسره ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الرحمن.
لكن الله عز وجل وإن لم يكلفهم جميعه على الأعيان لما فيه من المشقة والإمتناع عن الأكثر فإنه عز وجل لم يحب من جميعهم إلا حفظه طواعية منهم أو الجد والاجتهاد فيه إلى تصرم الأجال وإبلاء العذر عند الله عز وجل للعجز بدليل ما تقدمنا به من الوعيد لمن نسي شيئا منه بعدما تعلمه إذ الوعيد من الله لم يرد إلا في ترك الفرائض أوف يما يجري مجريها ومن وجوه آُخر وسأذكر طرفا من ذلك على الوجز ما ينبه على ما وراءه فلعله قد يحث بعض المتوانين على إتقانه حفظا أو يحض المستهترين به على إحسانه لفظا أو يحمل المستظهرين إياه على الاستكثار منه تدبرا ودرسا أو يقصر من يزهد في حفظه غيرهس أو يفتر إما قصورا وإما جهلا.
فمنها: ما لزم الأمة من الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جلي أمر الشرع وخفيه قولا وفعلا على الوجوبد أو الندب إلى أن يقوم دليل على أنه كان - عليه السلام - مخصوصا به من قوله أو فعله فلما وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حافظا بجميع ما نزل عليه من القرآن ومأمورا بقراءته حتى أنه - عليه السلام - من شدة تمسكه بحفظه كان يعرض على جبريل - عليهما السلام - في كل سنة مرة واحدة وفي السنة التي قبض فيها عرض عليه - عليهما السلام - مرتين وكان يعرض على أصحابه ويعرضون عليه ويعجل به ليستكثر منه لئلا ينسى ولحرصه عليه فنهي عنه بقوله تعالى: {وَلا تَعجَل بِالقرءَانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ} وبقوله عز وجل: {لا تُحَرِك بِهٍِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ} وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده عن ذلك وهو خشية النسيان والتفلت منه بقوله تعالى: {سُنُقرِئُكَ فَلا تَنسى} علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا إلا عن عذر بين وغلا فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا.
ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن والاتباع له وتدبره والتذكر به في نص التنزيل فقال عز من قائل: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ جَميعاً وَلا تَفَرَقوا} ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن سببه طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم).
فقال سبحانه عز وجل: {وَهَذا كِِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فاتَّبِِعُوهُ لَعَلَكُم تُرحَمون} وقال تعالى: {اِتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَّبِّكُم} وقال عز وجل: {فَمَن اتَّبَعَ هُداىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى} أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار وقال سبحانه: {أََفَلا يَتَدَبَّرونَ القُراءَنَ وَلو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثَيراً} وقال جل جلاله: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها} فالاعتصام به ما مضى من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه وتدبره: التفكر فيما أريد به والتذكر: الاتعاظ بما فيه فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما وجوبا وإما ندبا إلا عن عجر ظاهر وذلك لأنّ المخاطبين به هم العرب الأمة الأمية والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم فدل على ان المراد به الحفظ لئلا ينسى ولحرصه عليه فنهي عنه بقوله تعالى: {وَلا تَعجَل بِالقُرءانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ} وبقوله عز وجل: {لا تُحَرِّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ} وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده عن ذلك وهو خشية النسيان والتفلت منه بقوله تعالى: {سُنُقرئُكَ فَلا تَنسى} علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا إلا عن عذر بين وإلا فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا.
ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن والاتباع له وتدبره والتذكر به في نصل التنزيل فقال عز من قائل: {وَاعتَصِموا بِحَبِلِ اللَهِ جَميعاً وَلبا تَفَرَّقوا} ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم).
فقال سبحانه عز وجل: {وَهَذا كِتابٌ أَنزَلنَاهُ مُبارَكٌ فاتَبِعُوهُ واتَّقوا لَعَلَّكُم تُرحَمَونَ} وقال تعالى: {اِتَبِعوا ما أَُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَّبِكُم} وقال عز وجل: {فَمَنِ اِتَّبَعَ هُداىَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقَى} أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار وقال سبحانه: {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ الله لَوَجَدوا فيهِ اِختِلافاً كَثَيراً} وقال جل جلاله: {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها}.
فالاعتصام به ما مضى من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه وتدبره: التفكر فيما أُريد به والتذكر: الاتعاظ بما فيه فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما وجوبا وإما ندبا إلا عن عجز ظاهر وذلك لأن المخاطبين به هم العرب الأمة الأمية والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم فدل على أن المراد به الحفظ إذ الأمي إذا طولب باتباع ما لا يحفظه والاعتصام به وتدبره وتذكره وسيما ما طال من الكلام واختلف من الأحكام - فقد كلف ما لم يطقه فالله عز وجل أرأف بعباده من ذلك فليت من استظهر القرآن بنفسه ولم يكن أميا بل كتبه بخطه وتدبره مدة حياته وسمعه مدى عمره على الترداد من غيره وقف على ما كلف منه لأن جميعه لايحيط به أحد علما غير الله سبحانه ثم إن الأمي إذا خوطب بما لا طائل من الكلام واشتبه كثيره لفظا وحكما ولا هو ممن يكتب فيقيده بخطه ولا هو يحفظه - فالخطاب معه أضيع وما كان الله أنزله ليضع بل دعاهم ليعلم ما فيه ويعمل به وإن لم يكلف حفظ جميعه على الأعيان فشتان بين من حفظ بنفسه وجمعه في صدره وتدبره من قلبه وتلاه في كل أوان أزاده وعلى أي حال أحبه في النور والظلمة والهواء والماء وبين من عيمت بصيرته كما لا يتمكن من قراءته ولا التفكر فيه ولا التدبر المأمور به إلا في الرجوع إلى غيره فيه وانقطعت عليه سبل الاتباع والاتعاظ والتفكر والتدبر عند عدمه فإن قيل: إن القرآن وإن خوطب به العرب ونزل بلسانهم - فقد لزم حكمه الثقلين كافة عربا وعجما فهل لزم العجم من حفظه على أي وجه كان من الوجوب أو الندب أو الاستحباب على الأعيان أو الكفاية كما لزم العرب.
فالجواب: نعم وذلك لأنهم محمولون على حكمهم لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلناهُ حُكماً عَرَبياً}.
الآية وكذلك من فارق من العرب حكم الأميين لتعلمه الكتابة والاستنباط ومن سكن منهم الأمصار والأرياف - فإنهم في حكم العرب العاربة الأمية في حفظ القرآن وتحفظه لأن الحكم في ظهوره لعلة لا يزول بزوالها إلا على صفة ولم يسقط الوعيد جملة عمن تعلم شيئا منه ثم نسيه إلا عمن رحمه الله.
ومنها: أن الله عز وجل لم ينزله جملة كغيره من الكتب بل نجوما متفرقة مترتلة ما بين الآية والآيتين والآيات والسورة والقصة في مدة زادت على عشرين سنة إلا ليتلقفوه حفظا ويستوي في تلقفه بهذه الصورة في هذه المدة الكليل والفطن والبليد والذكي والفارغ والمشغول والأمي وغير الأمي فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة في نقل كتاب الله حفظا ولفظا قرنا بعد قرن وخلفا بعد سلف لئلا يجد التحريف أو التصحيف أو النقص أو اللحن أو اللحن أو سوء الآداء إليه أو إلى شيء من كلمه أو حروفه أو صفاتها سبيلا كما وجد إلى غيره من الكتب من حيث لم يحفظوه لما كان كل كتاب نزل جملة واحدة مكتوبا تنزيلا قال الله عز وجل: {وَقالَ الَّذَينَ كَفَروا لَولا نُزلَ عَليهِ القُرءانُ جُملَةً واحِدَةً كَذَلِكَ}. الآية - أي: كذلك أنزلناه على التفريق والترتيل: {لِنُثَبِتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلناهُ}.
قيل: معناه لنثبته في فؤادك والله أعلم.
ومنها: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنبيه على عظمة القرآن وفضله على غيره من الكلام وعلى شرف حملته وحفظته وقراءته والترغب في تلاوته وهذا موضع سياقته غير أني أتقدم عليه بسند ما تقدم من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه على غيره وعرض الصحابة - رضي الله عنهم - بعضهم على بعض وعطف على العمل بما فيه وأن لا يسع أحدا أن يتخلف عن حفظه أو تحفظه وتلاوته على الدوام إلا عن عذر ظاهر فطوبى لمن حفظه واستحكمه وأحسن تلاوته واتبعه وتدبره وعمل بما فيه وأخلص النية في ذلك والويل لمن هجره أو أعرض عنه أو تركه أو نسيته بعدما تعلمه أو فتر غيره عنه أوزهد في حفظه واستبدل به مزامير الشيطان وآثرها عليه وأكاذيب الشعراء وهجر السفهاء وتبين الحرم ومن كان بها صفة - نعوذ بالله منه ومنها - فقد حرم حظا عظيما وعرض للفتن نسأل الله العصمة والتوفيق وصلواته على نبيه محمد وآله.
وهذا باب في عرض رسول الله القرآن مشافهة نا عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصفهاني بنيسابور نا إبراهيم بن عبدان الهمذاني بمكة نا مسبح بن حاتم العكلي نا هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن عائشة رضي الله عنها: عن فاطمة رضوان الله عليها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن وقد أتاني العام مرتين ولا أراني إلا أفارق الدنيا).
باب في عرضه عليه السلام في شهر رمضان خاصة
نا أبو طاهر الزيادي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: نا أبو علي محمد بن أحمد الميداني نا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي نا عثمان بن عمر نا يونس عن الزهري عن عبد الله بن عتبة.
عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن.
الحديث.
باب في عرض القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام
أخبرنا أبو القاسم ابن فناكي نا أبو بكر الروياني نا محمد بن بشار نا الحجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن: عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عرض علي القرآن ثلاث عرضات).
ح: وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا عبيد الله بن الحجاج بن المنهال عن أبيه الحديث.
قال حماد في هذا الحديث أو في غيره: فيرى أن قراءتنا هي الأخير.
على أبي رحمة الله عليه كل سنة إن صح الحديث أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا عبد الله بن محمد نا حمدان بن المغيرة الهمذاني نا القاسم بن الحكم نا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة: عن أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه القرآن في السنة التي مات فيها مرتين وقال: (إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك وهو يقرئك السلام وذكر الحديث بطوله).
باب فيما صح من قراءته عليه السلام على أبي رضي الله عنه
أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك) {لَم يَكُنِ الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتاب} قال: وسماني ربي قال: نعم فبكى).
باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي العدل بجرجان نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا أحمد بن علي بن الحسن نا إبراهيم بن أبي داود البرلسي نا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: أخبرني محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب عن خبيب بن سليمان عن أبيه: عن جده سمرة بن جندب: بسم الله الرحمن الرحيم من سمرة بن جندب إلى نبيه سلام عليكم فذكر وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوما: إني قد قيل لي أن أقرأ على ابن الخطاب فدعاه وأمره أن يحضر القرآن إذا أُنزل ليقرأه عليه وذكر الحديث.
باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على ابن مسعود رضي الله عنه
وأخبرني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن أحمد بن حمدان نا سعيد بن محمد بن زريق نا إسماعيل بن يحيى التيمي نا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: سالت النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ علي سورة من القرآن فقال: (لا أدخل المسجد حتى أقرأ عليك إن شاء الله) قال: فجاء حتى أدخل قدمه اليمنى في باب في عرض معاذ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم 4 - وأخبرني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا يزيد بن سمرة أبو هزان الرهاوي قال: سمعت عطاء بن ميسرة قال: قال معاذ بن جبل: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فقرأت قراءة سفرا وقال: (هكذا فاقرأ يا معاذ).
وبإسناده: قال عطاء بن ميسرة: سفرتها هذذتها.
باب في عرض الأكبر من الصحابة سنا وسابقة على الأصغر منهم
أخبرنا ابو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: عن ابن عباس قال: كنت أقريء عبد الرحمن بن عوف ذات ليلة ونحن بمنى وذكر حديث
باب في قراءة الصحابة بعضهم على بعض رضي الله عنهم
وأخبرني حمزة بن يوسف نا أبو الحسن الرزاز نا الفريابي نا وهب بن بقية أنا خالد عن حميد عن محمد بن المنكدر: عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا العجمي والعربي قال: فوقف علينا يستمع فقال (اقرءوا فكل حسن) وذكر الحديث.
وأخبرني حمزة نا أبو الحسن نا الفريابي نا قتيبة بن سعيد نا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي حمزة الخولاني: عن أنس بن مالك قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نقترىء فقال: (إن فيكم خيرا) وذكر الحديث.
باب في صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني نا يعقوب بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن سعيد الأموي.
ح: وأخبرنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر وأبو الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة قالا: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري نا سليمان بن يحيى الضبي نا محمد بن سعدان واللفظ له - نا الأموي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية.
وأخبرنا أبو مسلم نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن المروزي نا ابن المبارك عن ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة قال: أنا يعلى بن مملك: عن أم سلمة: أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليهوسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.
وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي نا جرير بن حازم.
قال الروياني: ونا عمرو بن علي نا عبد الرحمن بن مهدي قال جرير بن حازم قال: حدثني قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد صوته بالقرآن مدا.
باب في أمره عليه الصلاة والسلام بتزيين القرآن
أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن بشار نا ابن هشام نا سفيان عن منصور عن عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (زينوا القرآن بأصواتكم).
باب في محبة الله حسن الصوت بالقرآن
أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسيني السلمي أنا جدي إسماعيل بن نجيد نا محمد بن أيوب الرازي أنا محمد بن عقبة السدوسي نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة: عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته).
باب في أن من يخشى الله هو أحسن الناس صوتا بالقرآن
أخبرني ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن معمر نا حميد بن حماد عن مسعر عن عبد الله بن دينار: عن ابن عمر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال: (من إذا سمعت قراءته أُريت أنه يخشى الله).
باب في ذم من يريد بالقرآن ما عند الناس
أخبرني حمزة بن يوسف نا الرزاز نا الفريابي نا عبد الأعلى بن حماد نا وهيب بن خالد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس فقال: أيها الناس إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وإذ ينبئنا الله من أخباركم وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وإنه قد كان يخيل إلي أن ناسا يقرءون القرآن وهم يريدون الناس وما عندهم ألا فأريدوا الله جل ثناؤه بقراءتكم وأعمالكم فمن أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا واحببناه عليه ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه سرائركم بينك وبين ربكم عز وجل.
وهذه أبواب فضائل القرآن وأهله وأحوالهم في قرآنهم.
باب في فضل القرآن على غيره من الكلام
أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وغيره قالوا: نا محمد بن عبد الله بن محمد بن قريش نا الحسن بن سفيان نا الحسن بن حماد الوراق نا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني نا عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي: عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل كلام الله عز وجل على سائر الكلام كفضل الله على غيره).
وأخبرني السلمي ومحمد بن القاسم الفارسي قالا: نا ابن قريش نا الحسن بن سفيان نا محمد بن حميد نا يونس بن واقد نا سعيد عن قتادة عن شهر بن حوشب: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على غيره).
باب في أن القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن
أخبرني أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا الأديب بالري أن أبا الحسين أحمد بن محمد العوفي قال: نا أبو العباس أحمد بن محمد الأصفهاني الحمال نا محمد بن عاصم نا أبو الهيثم خالد المدائني نا ليث بن سعد عن يحيى بن أيوب الغافقي عن واهب بن عبد الله المعافري: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن).
باب في أن القرآن حبل الله
أخبرنا أبو الحسن بن فراس بمكة نا أبو جعفر الديبلي نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن منصور وجامع عن أبي وائل: عن ابن مسعود: في قوله تعالى: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ} قال: حبل الله: القرآن.
باب في أن القرآن مأدبة الله عز وجل
حدثني أبي أحمد بن الحسن رحمه الله بأصفهان نا أبو على محمد بن أحمد بن الصواف نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر نا ابن عثمان الحنفي نا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص: عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن هو حبل الله هو النور الشافي وعصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيُستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد فاتلوه فإن الله تعالى يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول " ألم " و " لام " و " ميم ".
باب في أن القرآن عصمة لمن تمسك به
أخبرنا القاضي أبو عمر الهاشمي بالبصرة نا علي بن إسحاق المادرائي نا محمد بن إسحاق عن عبد الله قال: القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب.
الحديث.
وأخبرنا أبو عمر نا علي نا الصغاني نا أبو بكر بن أبي شيبة نا أبو معاوية عن الهجري عن أبي الأحوص: عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن مأدبة الله) وذكر مثله.
باب في أنه سبب طرفه بيد الله عز وجل
أخبرني أبي بمكة نا محمد بن يزيد العدل نا الحسن بن سفيان نا ابن أبي شيبة نا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن المقبري: عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا: نعم قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا).
أنا أبو عبد الرحمن السلمي نا محمد بن يعقوب الأصم نا العباس بن الوليد أنا ابن شعيب أخبرني عبد القدوس بن حبيب أنه سمع الحسن: يحدث عن سمرة بن جندب أنه قال: أوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالك (أوصيكم بتقوى الله والقرآن فإنه نور الظلمة وهدى النهار فاتلوه على ما كان من جهد وفاقة) وذكر الحديث.
باب في أنه الصراط المستقيم
أنا حمزة بن يوسف بجرجان نا أبو الحسن الرزاز نا الفريابي نا أبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي نا محمد بن سلمة عن أبي سنان عن ابن مرة عن أبي البختري عن الحارث: عن علي رضوان الله عليه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمتك ستفتتن بعدك فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فسئل: فما المخرج من ذلك قال: (كتاب الله عز وجل العزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولي هذا الأمر من جبار فحكم بغيره قصمه الله وهو النور المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فلم تأباها أن قالوا: {إِنّا سَمِعنا قُرءاناً عَجَباً يَهدي إِلى الرُّشدِ فَأَمَنّا بِهِ} لا يخلق على طول الرد ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه).
باب في أن أهل القرآن أهل الله
حدثني أبي رحمه الله نا أبو العباس محمد بن محمد بن ماسن الهروي نا أبو القاسم علي بن الحسن بن الحارث بن يحيى بن سليم بن غيلان المروزي نا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان نا مالك بن أنس عن الزهري: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله أهلين من الناس قيل: من هم يا رسول الله قال: هم أهل القرآن فهم أهل الله وخاصته).
وحدثنيه حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا الفضل بن حباب نا عبد الرحمن بن المبارك نا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي عن أبيه عن أنس.
باب في أنهم خير الأمة
نا أبو علي الحسن بن عمر بن الصباغ المالكي بالإسكندرية سنة سبع وتسعين نا وجيه بن الحسن بن يوسف نا محمد بن إسماعيل الصايغ نا أحمد بن إسحاق الحضرمي نا عبد الواحد بن زياد نا عبد الرحمن بن إسحاق قال: سمعت النعمان بن سعد يقول: يعني عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
نا أبو الحسن علي بن أحمد بن حفص المقرىء ببغداد نا أبو بكر الآجري نا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني نا فيض بن وثيق نا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
قال أبو عبد الرحمن: فذلك أقعدني مقعدي هذا.
باب في أنهم أفضل الأمة
أخبرنا عبد الله بن يوسف نا أبو سعيد بن الأعرابي نا عبد الرحمن بن محمد الحارثي نا يحيى بن سعيد القطان نا شعبة وسفيان قالا: نا علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي: عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: خيركم وقال الآخر: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي نا عبد الله بن محمد الكعبي نا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي نا نوح بن أنس نا الصباح بن محارب نا سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي: عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
باب في أن خيركم من قرأ القرآن وأقرأه
وأخبرني حمزة بن يوسف بجرجان نا ابن عدي نا علي بن إبراهيم بن الهيثم والنعمان بن هارون ومحمد بن أحمد بن هارون قالوا: أنا أحمد بن الهيثم نا الوليد بن صالح نا إسرائيل عن عاصم عن أبي وائل
باب في أنهم خيار الأمة
أنا حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن عبيد الله بن فضيل نا محمد بن مصفى نا معاوية بن حفص عن شريك عن عاصم عن أبي عبد الرحمن: عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خياركم من تعلم القرآن وعلمه).
باب في أنهم أشراف الأمة
أنا القاضي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن بندار العبسي بأستراباذ نا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي المنيعي نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني نا سعد بن سعيد الجرجاني عن نهشل القرشي عن الضحاك: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشراف أمتي حملة القرآن).
باب في أنهم يؤخذون بما يؤخذ به الأنبياء إلا الوحي
أنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري نا أبو عبد الله محمد بن أحمد السوانيطي نا مقدام بن داود المصري نا أسد بن موسى نا عبد الله بن وهبن عن الماضي بن محمد عن أبان: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بحملة القرآن يوم القيامة فيقول الله عز وجل: أنتم وعاة كلامي آخذكم بما آخذ به الأنبياء إلا الوحي).
باب في أن من أوتي بعض القرآن فقد أوتي بعض النبوة
ومن أوتي القرآن كله فقد أوتي النبوة كلها أنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري نا أبو بكر عبد الله بن أبي داود نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو أنا ابن وهب أخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول: عن أبي أمامة الباهلي يرفعه قال: (من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النوبة ومن قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة ومن قرأ القرآن قد أوتي النبوة غير أنه لا يوحى إليه).
باب آخر منه
وحدثني أبي ومحمد بن القاسم الفارسي قالا: حدثنا محمد بن يزيد العدل نا أبو يحيى البزاز نا محمد بن أبان البلخي نا مر وان بن معاوية نا ابن نمير عن القاسم بن عبد الرحمن: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها).
باب في استدراج النبوة في أهل القرآن
وحدثني أبي وابن القاسم قالا: نا العدل نا أبو يحيى البزاز نا علي بن الحسن الذهلي نا عمر بن هارون عن إسماعيل بن رافع عن إسماعيل بن عبيد الله: عن عبد الله بن عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه).
وأنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري نا أبو بكر عبد الله بن أبي داود نا أبو طاهر أحمد بن عمرو نا ابن وهب أنا يحية بن أيوب عن خالد يزيد عن ثعلبة بن ابي الكنود.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما لقد أُدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه ولا ينبغي لحامل القرآن أن يجد مع من يجد ولا يجهل مع من
باب في أنهم أوغلوا علم الله عز وجل
وحدثني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا أبو عصمة البخاري نا داود بن عبد الرحمن المصري نا أبو عاصم النبيل نا ابن جريج عن عطاء بن ابي رباح.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكرموا حملة القرآن فإنهم أوغلوا علم الله إلا أنه لا يوحى إليهم).
باب في أن أهل القرآن غبطهم الأنبياء قبل أن أُظهروا
حدثني أبي رحمه الله نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا جبارة بن المغلس نا الربيع بن نعمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه: عن أبي هريرة: أن موسى بن عمران عليه السلام لما نزل بالتوراة قرأها فوجد ذكر هذه الأمة وذكر الحديث إلى أن قال: يا رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤنه ظاهرا فاجعلها أمتي قال: تلك أمة أحمد وساق الحديث إلى أن قال موسى: يا رب فاجعلني من أمة أحمد.
وأنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري أنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبار عن خيثمة قال: مرت امرأة بعيسى بن مريم عليهما السلام فقالت: طوبى لحجر حملك ولثدي رضعت منه فقال عيسى بن مريم صلوات الله عليه: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به.
وحدثني أبي رحمه الله ومحمد بن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد العدل نا الحسن بن سفيان نا ابن أبي شيبة نا أبو معاوية عن الأعمش بمثل معناه.
باب في جواز الحسد على حفظ القرآن وحفاظه
أنا ابن فناكي نا أبو بكر الروياني نا عمرو بن علي عن سفيان عن الزهري عن سالم: عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد غلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن ن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار).
وأخبرنا عبد الله بن يوسف الأصفهانيي نا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي نا عبد االمجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد نا معمر بن راشد عن الزهري.
وأنا أبو طاهر الزيادي نا حاجب بن أحمد الطوسي نا أبو عبد الله المروزي نا عبد الله بن المبارك أنا معمر عن الزهري واللفظ لسفيان.
ثني أبي وابو عبد الرحمن السلمي - رحمهما الله - قالا: نا غسماعيل بن نجيد نا علي بن الحسين بن الجنيد ن نا المعافى بن سليمان نا زهير نا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج: عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة).
باب في كونهم أحق الناس بالإمارة لزيادة حفظ القرآن
حدثني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا أحمد بن محمد بن عبد الكريم نا الحسن بن عرفة نا يحيى بن يمان العجلي عن موسى بن عبيدة الربذي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري: عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فاستقرئوا القرآن على أسنانهم قال: ففضلهم شاب بصورة البقرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنت أمير القوم) قال: فغضب شيخ في القوم فقال: يا رسول الله أتومره وأنا أكبر منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه أكثرهم قرآنا) قال: فقال الشيخ: فوالله يا رسول الله ما يمنعني أن أتعلم القرآن إلا أني أخشى أن لا أقوم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلموا القرآن) وثنا أبي نا ابن عدي نا القاسم بن مهدي نا أبو مصعب نا عمر بن طلحة الليثي عن المقبري عن أبي هريرة.
باب فيمن وُلي حرم الله لقراءة القرآن
أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي بمكة نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن نا إسحاق بن أحمد الخراعي عن محمد بن أحمد الأزرقي نا جدي نا داود بن عبد الرحمن قال: سمعت معمرا يحديث عن الزهري: عن نافع بن عبد الحارث أنه تلقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من خلفت على مكة ابن أبزى قال عمر: مولى قال: نعم إنه قارىء لكتاب الله ع وجل فقال عمر: إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين.
وقد جاء الخبر مرفوعا.
باب في قطع رسول الله لمن حفظ القرآن بحق معلوم
مؤقت لم يقطعه كذلك لغيرهم حدثني محمد بن القاسم الفارسي بنيسابور ومحمد بن أحمد بن حموية بالري واللفظ له قالا: نا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإسماعيلي النيسابوري نا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم نا الحسين بن داود البلخي نا يزيد بن هارون عن حميد: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن عن ظهر القلب من غير نظر في المصحف فله في بيت المال في كل عام مائتا دينار).
الحديث.
وحدثني محمد بن القاسم نا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم المعدل نا محمد بن أحمد بن النضر نا إسحاق بن حسان نا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال: قال علي رضي الله عنه: من قرأ القرآن فله في بيت مال المسلمين مائتا دينار إن أخذها في الدنيا وإلا أخذها في الآخرة.
كذلك جاء الخبر من هذا الطريق موقوفا وقد جاء من طريق آخر مرفوعا عن علي أيضا وفيه: فقيل يا رسول اللهن أو في الآخرة دنانير فقال: لا ولكن حسنات وسيئات.
باب في فضل من علم أخاه القرآن
أنا ابو عبد الرلاحمن السلمي نا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم الذهلي نا يحيى نا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان: عن جماد الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علم رجلا القرآن فهو مولاه لا يخذله ولا يستأثر عليه).
باب في أجر من علم ولده القرآن
أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي نا ابن بسطام نا أحمد بن محمود البخاري نا محمد بن سلام عن مروان بن معاوية الفزاري عن الوزير بن عبد الرحمن الكوفي عن علي بن زيد بن جدعان ع
قال الشيخ الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ رحمة الله عليه: وبعد فإن هذا كتاب ألفته في فضائل القرآن وتلاوته وخصائص تلاوته وحملته.
وقد سماه الله بالقرآن والفرقان والعظيم والعزيز والحكيم والروح والكريم والنور والهدى والتذكرة والذكرى والرحمة والشفاء والكتاب المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم والحق اليقين والقصص الحق والموعظة الحسنة والآيات البينات والمتبينات والبيان والتبيان والبينة وحبل الله وصراط الله في غيرها من الأسماء العلية والصفات الجلية.
ونوه بذكر حملته من حفظته ورفع من شأنهم فقال عز من قائل: {كُونوا رَبانيينَ بِما كُنتُم تُعلِمونَ الكِتابَ وَبِما كُنتم تَدرُسون} فالرباني أخص نسبة ينسب به العبد إلى مولاه من بعد النبوة ومعناه: كونوا علماء حكماء بتعليمكم الكتاب ودرسكم إياه.
وجعلكم مغبوطين في الأنبياء والسالفة من الأمم قبل أن اظهروا ومحسودين في أهل الكتاب والمشركين ثم في الأمة بعد أن ظهروا واستظهروا.
وفوض إليهم الإمامة والإمارة وولى من عملوا علّموه في الدنيا والشفاعة في الآخرة.
وجعلهم خير الأمة وأفضلهم وخيارهم وأشرافهم.
واتخذهم آهلين من بين خلقه وخواص من بين عباده.
واستدرج النبوة من بين جنوبهم من غير وحي إليهم.
وأخير بأنه عزوجل يأخذهم بما يأخذ به الأنبياء إلا الوحي.
وجعل حرمتهم على المؤمنين كحرمة أمهاتهم عليهم احتراما ومبرة.
وآمنهم من أن تحرقهم النار أو يلجوها إلا تحلة القسم كل ذلك بينه عز وجل في نص تنزيله وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
ومن وراء جميع ما ذكرته خص علمائهم بخلة مستخلصة لهم دون غيرهم من علماء الشريعة وهي ائتمام الأمة بهم في كتابه عن آخرها على اختلاف نحلها ومذاهبها من غير نزاع ولا مخالفة فأعظم بهن من فضائل وخصائص وأكرم وإن لم يحصل المرء المسلم إلا على مجرد حفظه دون تبطن في معناه أو منازلة لجميع موجبه ومقتضاه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (لو جُعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) أي من علمه الله القرآن من المسلمين وحفظه إياه - لم تحرقه النار يوم القيامة إن أُلقي فيها بالذنوب كذلك قيل في معنى الخبر.
وقد قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: اقروا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف فإن الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن وأحرى لمن تنبه على تعظيم حرمات الله في نص التنزيل من الشعائر والمشاعر والمناسك والمسعى والمواقف - أن يتنبه لحرمة ما هو أعظم حرمة عند الله سبحانه منهن وهو المؤمن ثم لحرمة من اتخذه الله من بين المؤمنين أهلين من جملتهم وهم حملة كتابه ولولا ورود الشرع بها من لفظه لاستعظم إضمارها فكيف بإظهارها وإنما تنبيهي على ما جعل الله لأهليه من الحق والحرمة من بين خلقه لأنا قد بلينا في الموقف بقوم من نشئة لا يعبئون بكتاب الله ولا بحفظه فلا يعبأ الله بهم قاصرين عنه حاجزين مفترين غيرهم مزهدين فيه ملقبين حملته بالقراء على النبز والازدراء دون المدح والإطراء ما بين المترسمين بالعلم والمتوسمين بالنسك جل كلامهم: أن حفظ القرآن يصلح للمعلمين والصبيان ولم يُقرأ عند المرضى وفي المقابر وأكثر فتياهم أنه يكفي من القرآن ما يسقط به الفرض بعدما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الله عزوجل: (من شغله القرآن عن ذكري ومسئلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين).
وقال عليه الصلاة والسلام: (أفضل العبادة القرآن).
ولما سئل عليه السلام عن أفضل الأعمال قال: (عليك بالحال المرتحل) قيل: وما الحال المرتحل قال: (صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره ثم يضرب في آخره حتى يبلغ في أوله) ونحوها من الأخبار التي وردت وسأسوق قليلا منها مسندا ومبوبا يدل على كثير جاء في هذا المعنى وقد قال الله تعالى: {ما يَوَد الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ وَلا المُشرِكينَ أَن يُنَزَلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبِكُم وَاللَهُ يَختَصُ بِرَحَمَتِهِ مَن يَشاءُ} قيل: معناه: بحفظ القرآن أي ما حسدتكم اليهود والنصارى على شيء كحفظ القرآن وبحفاظ الأمة أنجز الله حسن موعوده من قوله تعالى: {إِنَّا نَحنُ نَزَلنا الذِكرَ وَإِنَّا لَحافِظون}.
وبحفظ وبحفظ القرآن وصفهم الله عز وجل بالعلم فقال: {بَل هُوَ ءاياتٌ بَيناتٌ في صُدُورِ الَّذينَ أَوتُوا العِلمَ}.
وقرر لهم حقيقة العلم وكذلك وجدهم موسى عليه السلام فقال: يا رب إني أجد في التوارة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونه ظاهرا.
وكذلك أشعيا بن راموص فقال: قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم.
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: {لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار}.
وعن عيسى بن مريم عليه السلام أنه قال: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به.
وعلى الحفظ والتحفظ كان الصدر الأول ومن بعدهم فربما قرأ الأكبر منهم على الأصغر منه سنا وسابقة فلم يكن الفقهاء منهم ولا المحدثون والوعاظ يتخلفون عن حفظ القرآن والاجتهاد على استظهاره ولا المقربون منهم عن العلم بما لم يسعهم جهله منه غير أنهم نسبوا إلى ما غلب عليهم من المعرفة بحروفه أو العلم بغيرها إلى أن خلفهم الخلف الذين مضى ذكرهم فاتهم في طراتهم وحداثتهم طلب حفظ القرآن وفي أوانه ولحقهم العجز والبلادة على سنهم من غير أن كان لهم أنس بتلاوة كتاب من ربهم ولا بلطيف خطابه وشريف عتابه فعوقبوا لحرمانه وإيثار الجدل والنطاح اللذين يؤديان إلى تفريق الأمة وتمقيت بعضهم إلى بعض وصار ذلك أروج لهم في مجالس الظلمة والمسلطين الفجرة فمضوا بذلك وأسند بجوابه والله زين لهم ذلك فقال عز وجل {كَذَلِكَ زَيَّنّا لِكُلِ أُمَّةٍ عَمَلَهُم} ومع ذلك فإنهم لا يدخلون حفرهم غلا تحسرا وتكمدا وتأسفا على ما فاتهم من بركة حفظ كتاب الله الكريم ولا يظهر ذلك عليهم إلا عند الطعن في السن أو الإشراف على الفوت أو التغرغر بالموت لكنهم في الحال يستنزرون حفظ القرآن ويزرون بأهله ويلقبونهم بما تقدم من النبز.
فأما من لم يتحل بالعلم بل ترسم بالنسك ثم أزرى بأهل القرآن ونبزهم بالقراء فإنه بربخ لا قيمة له فربما كان ذلك منه بلادة وعجزا أو تعديا وجهلا فليتق الله امرؤ بعد عجزه عمن حفظ كتاب الله ولا يفترن غيره فإنه لا يأمن أن يصير كمن كفر به وصد عنه وقد قال الله عزوجل في ذم قوم صدوا عنه وهجروه فقال عز من قائل إخبارا عنهم: {لَقَد أَضَلَّني عِنِ الذِكرِ بَعدَ إِذ جاءَني} وقال تعالى: {وَقالَ الرَّسولُ يارَبِّ إِنَّ قَومي اتَخَذوا هَذا ..} ولا ينسين بعدما تعلمه أو شيئا منه فإن الله تعالى يقول: {قالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ ءَاياتُنا فَنَسَيتَها وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسى} فهذه الآي وإن كن على الخصوص للكفار فإن ظاهر تلاوتهن على العموم فمن رغب عن حفظ القرآن وزهد غيره فيه أو نسي بعدما تعلمه فكأنه أريد بما مضى وخوطب به على أنه قد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوعيد والتوبيخ فيمن نسيه من المسلمين بعدما تعلمه فمن ذلك: ما حدثني به والدي أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي الحافظ نزيل مكة - رحمه الله بمكة حرسها الله - حدثنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف نا يوسف بن يعقوب نا عمرو بن مرزوق نا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن لقيط عن رجل من أهل الشام: عن سعد بن عبادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله أجذم).
وأخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي العدل الروياني نزيل الري حدثنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني الحافظ نا أبو الربعي السمتي ثنا أبو عوانة وضاح بن عبد الله ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل: عن عبد الله قال: ما للمرء أو لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي وذكر الحديث.
وحدثنا أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي الفقيه بنيسابور نا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري الزاهد نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنا أحمد بن أبي طيبة عن إبراهيم بن طهمان عن منصور عن أبي وائل: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئسما لأحدكم يقول: نسيت آية كيت وكيت بل هو نُسي استذكروا القرأن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من الناقة من عقلها).
وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن إسحاق نا عبد الله بن صالح قال: حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه: عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وأفشوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل).
وأخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الأبرقوهي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم معبد البخاري ثنا مزيد بن عبد الله المصري ثنا حاجب بن سليمان المنبجي نا وكيع بن الجراح نا سفيان عن محمد بن المنكدر.
عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة تخرجها من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من آية أو سورة أوتيها ثم نسيها).
فصل: فإن قال قائل: هل تعين فرض حفظ جميع القرأن على أعيان جماعة المكلفين أم لا.
والجواب: إنه لم يتوجه ذلك على كل واحد منهم فرضا وذلك لأن الله عز وجل أرءف بعباده من أن يكلفهم ما لا طاقة لعامتهم به وقدن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعثت بالحنيفية السهلة السمحة) فلو كلفوا على العموم لعجز الأكثر عنه لأن القرأن أعظم شانا وأمنع جانبا من أن يتأتى حفظه لكل إنسان أو يتسر بكل لسان أو ينطلق به أو يطيقه كل أحد أو يحيط به كل حفظ أو يحتمله كل سن ألا ترى أن الجزء الذي منه توجه فرضه على كل مكلف وهو الفاتحة في الأكثرةب وآيها أعتقد هو جزء من ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبعين جزءا وكثير على عدد الكلم قد أعيا عامة الأمة تأدية على حد الواجب قديما وحديثا وتفاةتت بقراءته درجاتهم واختلفت على إقامته ألسنتهم وطباعهم وكثرت لتجويده على النحو المرضي رياضاتهم حتى أنه قد يتخلف كثير من الفضل عن إمامة الصلاة لقصورهم عنه إقامة على سواء الصواب بتقدم المفضولين عليهم فيها لإقامتهم إياه على حد الواجب أو أجود ممن أُخر عنها فإذا كان هذا دأبهم على حد الواجب أو أجود ممن أخر عنها فإذا كان هذا دأبهم مع الجزء اللطيف الذي كلفوا منه فكيف تراهم كانوا أن لو كلفوا جميعه على الأعيان مع عزته وصعوبته وكثرة متشابهه ومشكله واختلاف حركاته وسكونه ونقطه وإعجامه وقد قال الله عز وجل: {وَلقَد يَسَرنا القُرءانَ لِلِذِكرِ فَهَل مِن مُدَّكِر} {فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوماً لُّدّاً}.
وكان مقاتل بن سليمبان يقول: لولا أن الله تعالى يسره ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الرحمن.
لكن الله عز وجل وإن لم يكلفهم جميعه على الأعيان لما فيه من المشقة والإمتناع عن الأكثر فإنه عز وجل لم يحب من جميعهم إلا حفظه طواعية منهم أو الجد والاجتهاد فيه إلى تصرم الأجال وإبلاء العذر عند الله عز وجل للعجز بدليل ما تقدمنا به من الوعيد لمن نسي شيئا منه بعدما تعلمه إذ الوعيد من الله لم يرد إلا في ترك الفرائض أوف يما يجري مجريها ومن وجوه آُخر وسأذكر طرفا من ذلك على الوجز ما ينبه على ما وراءه فلعله قد يحث بعض المتوانين على إتقانه حفظا أو يحض المستهترين به على إحسانه لفظا أو يحمل المستظهرين إياه على الاستكثار منه تدبرا ودرسا أو يقصر من يزهد في حفظه غيرهس أو يفتر إما قصورا وإما جهلا.
فمنها: ما لزم الأمة من الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جلي أمر الشرع وخفيه قولا وفعلا على الوجوبد أو الندب إلى أن يقوم دليل على أنه كان - عليه السلام - مخصوصا به من قوله أو فعله فلما وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حافظا بجميع ما نزل عليه من القرآن ومأمورا بقراءته حتى أنه - عليه السلام - من شدة تمسكه بحفظه كان يعرض على جبريل - عليهما السلام - في كل سنة مرة واحدة وفي السنة التي قبض فيها عرض عليه - عليهما السلام - مرتين وكان يعرض على أصحابه ويعرضون عليه ويعجل به ليستكثر منه لئلا ينسى ولحرصه عليه فنهي عنه بقوله تعالى: {وَلا تَعجَل بِالقرءَانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ} وبقوله عز وجل: {لا تُحَرِك بِهٍِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ} وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده عن ذلك وهو خشية النسيان والتفلت منه بقوله تعالى: {سُنُقرِئُكَ فَلا تَنسى} علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا إلا عن عذر بين وغلا فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا.
ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن والاتباع له وتدبره والتذكر به في نص التنزيل فقال عز من قائل: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ جَميعاً وَلا تَفَرَقوا} ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن سببه طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم).
فقال سبحانه عز وجل: {وَهَذا كِِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فاتَّبِِعُوهُ لَعَلَكُم تُرحَمون} وقال تعالى: {اِتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَّبِّكُم} وقال عز وجل: {فَمَن اتَّبَعَ هُداىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى} أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار وقال سبحانه: {أََفَلا يَتَدَبَّرونَ القُراءَنَ وَلو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثَيراً} وقال جل جلاله: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها} فالاعتصام به ما مضى من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه وتدبره: التفكر فيما أريد به والتذكر: الاتعاظ بما فيه فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما وجوبا وإما ندبا إلا عن عجر ظاهر وذلك لأنّ المخاطبين به هم العرب الأمة الأمية والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم فدل على ان المراد به الحفظ لئلا ينسى ولحرصه عليه فنهي عنه بقوله تعالى: {وَلا تَعجَل بِالقُرءانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ} وبقوله عز وجل: {لا تُحَرِّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ} وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده عن ذلك وهو خشية النسيان والتفلت منه بقوله تعالى: {سُنُقرئُكَ فَلا تَنسى} علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا إلا عن عذر بين وإلا فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا.
ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن والاتباع له وتدبره والتذكر به في نصل التنزيل فقال عز من قائل: {وَاعتَصِموا بِحَبِلِ اللَهِ جَميعاً وَلبا تَفَرَّقوا} ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم).
فقال سبحانه عز وجل: {وَهَذا كِتابٌ أَنزَلنَاهُ مُبارَكٌ فاتَبِعُوهُ واتَّقوا لَعَلَّكُم تُرحَمَونَ} وقال تعالى: {اِتَبِعوا ما أَُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَّبِكُم} وقال عز وجل: {فَمَنِ اِتَّبَعَ هُداىَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقَى} أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار وقال سبحانه: {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ الله لَوَجَدوا فيهِ اِختِلافاً كَثَيراً} وقال جل جلاله: {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها}.
فالاعتصام به ما مضى من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه وتدبره: التفكر فيما أُريد به والتذكر: الاتعاظ بما فيه فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما وجوبا وإما ندبا إلا عن عجز ظاهر وذلك لأن المخاطبين به هم العرب الأمة الأمية والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم فدل على أن المراد به الحفظ إذ الأمي إذا طولب باتباع ما لا يحفظه والاعتصام به وتدبره وتذكره وسيما ما طال من الكلام واختلف من الأحكام - فقد كلف ما لم يطقه فالله عز وجل أرأف بعباده من ذلك فليت من استظهر القرآن بنفسه ولم يكن أميا بل كتبه بخطه وتدبره مدة حياته وسمعه مدى عمره على الترداد من غيره وقف على ما كلف منه لأن جميعه لايحيط به أحد علما غير الله سبحانه ثم إن الأمي إذا خوطب بما لا طائل من الكلام واشتبه كثيره لفظا وحكما ولا هو ممن يكتب فيقيده بخطه ولا هو يحفظه - فالخطاب معه أضيع وما كان الله أنزله ليضع بل دعاهم ليعلم ما فيه ويعمل به وإن لم يكلف حفظ جميعه على الأعيان فشتان بين من حفظ بنفسه وجمعه في صدره وتدبره من قلبه وتلاه في كل أوان أزاده وعلى أي حال أحبه في النور والظلمة والهواء والماء وبين من عيمت بصيرته كما لا يتمكن من قراءته ولا التفكر فيه ولا التدبر المأمور به إلا في الرجوع إلى غيره فيه وانقطعت عليه سبل الاتباع والاتعاظ والتفكر والتدبر عند عدمه فإن قيل: إن القرآن وإن خوطب به العرب ونزل بلسانهم - فقد لزم حكمه الثقلين كافة عربا وعجما فهل لزم العجم من حفظه على أي وجه كان من الوجوب أو الندب أو الاستحباب على الأعيان أو الكفاية كما لزم العرب.
فالجواب: نعم وذلك لأنهم محمولون على حكمهم لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلناهُ حُكماً عَرَبياً}.
الآية وكذلك من فارق من العرب حكم الأميين لتعلمه الكتابة والاستنباط ومن سكن منهم الأمصار والأرياف - فإنهم في حكم العرب العاربة الأمية في حفظ القرآن وتحفظه لأن الحكم في ظهوره لعلة لا يزول بزوالها إلا على صفة ولم يسقط الوعيد جملة عمن تعلم شيئا منه ثم نسيه إلا عمن رحمه الله.
ومنها: أن الله عز وجل لم ينزله جملة كغيره من الكتب بل نجوما متفرقة مترتلة ما بين الآية والآيتين والآيات والسورة والقصة في مدة زادت على عشرين سنة إلا ليتلقفوه حفظا ويستوي في تلقفه بهذه الصورة في هذه المدة الكليل والفطن والبليد والذكي والفارغ والمشغول والأمي وغير الأمي فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة في نقل كتاب الله حفظا ولفظا قرنا بعد قرن وخلفا بعد سلف لئلا يجد التحريف أو التصحيف أو النقص أو اللحن أو اللحن أو سوء الآداء إليه أو إلى شيء من كلمه أو حروفه أو صفاتها سبيلا كما وجد إلى غيره من الكتب من حيث لم يحفظوه لما كان كل كتاب نزل جملة واحدة مكتوبا تنزيلا قال الله عز وجل: {وَقالَ الَّذَينَ كَفَروا لَولا نُزلَ عَليهِ القُرءانُ جُملَةً واحِدَةً كَذَلِكَ}. الآية - أي: كذلك أنزلناه على التفريق والترتيل: {لِنُثَبِتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلناهُ}.
قيل: معناه لنثبته في فؤادك والله أعلم.
ومنها: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنبيه على عظمة القرآن وفضله على غيره من الكلام وعلى شرف حملته وحفظته وقراءته والترغب في تلاوته وهذا موضع سياقته غير أني أتقدم عليه بسند ما تقدم من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه على غيره وعرض الصحابة - رضي الله عنهم - بعضهم على بعض وعطف على العمل بما فيه وأن لا يسع أحدا أن يتخلف عن حفظه أو تحفظه وتلاوته على الدوام إلا عن عذر ظاهر فطوبى لمن حفظه واستحكمه وأحسن تلاوته واتبعه وتدبره وعمل بما فيه وأخلص النية في ذلك والويل لمن هجره أو أعرض عنه أو تركه أو نسيته بعدما تعلمه أو فتر غيره عنه أوزهد في حفظه واستبدل به مزامير الشيطان وآثرها عليه وأكاذيب الشعراء وهجر السفهاء وتبين الحرم ومن كان بها صفة - نعوذ بالله منه ومنها - فقد حرم حظا عظيما وعرض للفتن نسأل الله العصمة والتوفيق وصلواته على نبيه محمد وآله.
وهذا باب في عرض رسول الله القرآن مشافهة نا عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصفهاني بنيسابور نا إبراهيم بن عبدان الهمذاني بمكة نا مسبح بن حاتم العكلي نا هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن عائشة رضي الله عنها: عن فاطمة رضوان الله عليها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن وقد أتاني العام مرتين ولا أراني إلا أفارق الدنيا).
باب في عرضه عليه السلام في شهر رمضان خاصة
نا أبو طاهر الزيادي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: نا أبو علي محمد بن أحمد الميداني نا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي نا عثمان بن عمر نا يونس عن الزهري عن عبد الله بن عتبة.
عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن.
الحديث.
باب في عرض القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام
أخبرنا أبو القاسم ابن فناكي نا أبو بكر الروياني نا محمد بن بشار نا الحجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن: عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عرض علي القرآن ثلاث عرضات).
ح: وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا عبيد الله بن الحجاج بن المنهال عن أبيه الحديث.
قال حماد في هذا الحديث أو في غيره: فيرى أن قراءتنا هي الأخير.
على أبي رحمة الله عليه كل سنة إن صح الحديث أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا عبد الله بن محمد نا حمدان بن المغيرة الهمذاني نا القاسم بن الحكم نا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة: عن أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه القرآن في السنة التي مات فيها مرتين وقال: (إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك وهو يقرئك السلام وذكر الحديث بطوله).
باب فيما صح من قراءته عليه السلام على أبي رضي الله عنه
أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك) {لَم يَكُنِ الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتاب} قال: وسماني ربي قال: نعم فبكى).
باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي العدل بجرجان نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا أحمد بن علي بن الحسن نا إبراهيم بن أبي داود البرلسي نا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: أخبرني محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب عن خبيب بن سليمان عن أبيه: عن جده سمرة بن جندب: بسم الله الرحمن الرحيم من سمرة بن جندب إلى نبيه سلام عليكم فذكر وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوما: إني قد قيل لي أن أقرأ على ابن الخطاب فدعاه وأمره أن يحضر القرآن إذا أُنزل ليقرأه عليه وذكر الحديث.
باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على ابن مسعود رضي الله عنه
وأخبرني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن أحمد بن حمدان نا سعيد بن محمد بن زريق نا إسماعيل بن يحيى التيمي نا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: سالت النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ علي سورة من القرآن فقال: (لا أدخل المسجد حتى أقرأ عليك إن شاء الله) قال: فجاء حتى أدخل قدمه اليمنى في باب في عرض معاذ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم 4 - وأخبرني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا يزيد بن سمرة أبو هزان الرهاوي قال: سمعت عطاء بن ميسرة قال: قال معاذ بن جبل: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فقرأت قراءة سفرا وقال: (هكذا فاقرأ يا معاذ).
وبإسناده: قال عطاء بن ميسرة: سفرتها هذذتها.
باب في عرض الأكبر من الصحابة سنا وسابقة على الأصغر منهم
أخبرنا ابو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: عن ابن عباس قال: كنت أقريء عبد الرحمن بن عوف ذات ليلة ونحن بمنى وذكر حديث
باب في قراءة الصحابة بعضهم على بعض رضي الله عنهم
وأخبرني حمزة بن يوسف نا أبو الحسن الرزاز نا الفريابي نا وهب بن بقية أنا خالد عن حميد عن محمد بن المنكدر: عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا العجمي والعربي قال: فوقف علينا يستمع فقال (اقرءوا فكل حسن) وذكر الحديث.
وأخبرني حمزة نا أبو الحسن نا الفريابي نا قتيبة بن سعيد نا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي حمزة الخولاني: عن أنس بن مالك قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نقترىء فقال: (إن فيكم خيرا) وذكر الحديث.
باب في صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني نا يعقوب بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن سعيد الأموي.
ح: وأخبرنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر وأبو الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة قالا: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري نا سليمان بن يحيى الضبي نا محمد بن سعدان واللفظ له - نا الأموي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية.
وأخبرنا أبو مسلم نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن المروزي نا ابن المبارك عن ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة قال: أنا يعلى بن مملك: عن أم سلمة: أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليهوسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.
وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي نا جرير بن حازم.
قال الروياني: ونا عمرو بن علي نا عبد الرحمن بن مهدي قال جرير بن حازم قال: حدثني قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد صوته بالقرآن مدا.
باب في أمره عليه الصلاة والسلام بتزيين القرآن
أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن بشار نا ابن هشام نا سفيان عن منصور عن عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (زينوا القرآن بأصواتكم).
باب في محبة الله حسن الصوت بالقرآن
أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسيني السلمي أنا جدي إسماعيل بن نجيد نا محمد بن أيوب الرازي أنا محمد بن عقبة السدوسي نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة: عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته).
باب في أن من يخشى الله هو أحسن الناس صوتا بالقرآن
أخبرني ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن معمر نا حميد بن حماد عن مسعر عن عبد الله بن دينار: عن ابن عمر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال: (من إذا سمعت قراءته أُريت أنه يخشى الله).
باب في ذم من يريد بالقرآن ما عند الناس
أخبرني حمزة بن يوسف نا الرزاز نا الفريابي نا عبد الأعلى بن حماد نا وهيب بن خالد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس فقال: أيها الناس إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وإذ ينبئنا الله من أخباركم وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وإنه قد كان يخيل إلي أن ناسا يقرءون القرآن وهم يريدون الناس وما عندهم ألا فأريدوا الله جل ثناؤه بقراءتكم وأعمالكم فمن أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا واحببناه عليه ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه سرائركم بينك وبين ربكم عز وجل.
وهذه أبواب فضائل القرآن وأهله وأحوالهم في قرآنهم.
باب في فضل القرآن على غيره من الكلام
أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وغيره قالوا: نا محمد بن عبد الله بن محمد بن قريش نا الحسن بن سفيان نا الحسن بن حماد الوراق نا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني نا عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي: عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل كلام الله عز وجل على سائر الكلام كفضل الله على غيره).
وأخبرني السلمي ومحمد بن القاسم الفارسي قالا: نا ابن قريش نا الحسن بن سفيان نا محمد بن حميد نا يونس بن واقد نا سعيد عن قتادة عن شهر بن حوشب: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على غيره).
باب في أن القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن
أخبرني أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا الأديب بالري أن أبا الحسين أحمد بن محمد العوفي قال: نا أبو العباس أحمد بن محمد الأصفهاني الحمال نا محمد بن عاصم نا أبو الهيثم خالد المدائني نا ليث بن سعد عن يحيى بن أيوب الغافقي عن واهب بن عبد الله المعافري: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن).
باب في أن القرآن حبل الله
أخبرنا أبو الحسن بن فراس بمكة نا أبو جعفر الديبلي نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن منصور وجامع عن أبي وائل: عن ابن مسعود: في قوله تعالى: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ} قال: حبل الله: القرآن.
باب في أن القرآن مأدبة الله عز وجل
حدثني أبي أحمد بن الحسن رحمه الله بأصفهان نا أبو على محمد بن أحمد بن الصواف نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر نا ابن عثمان الحنفي نا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص: عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن هو حبل الله هو النور الشافي وعصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيُستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد فاتلوه فإن الله تعالى يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول " ألم " و " لام " و " ميم ".
باب في أن القرآن عصمة لمن تمسك به
أخبرنا القاضي أبو عمر الهاشمي بالبصرة نا علي بن إسحاق المادرائي نا محمد بن إسحاق عن عبد الله قال: القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب.
الحديث.
وأخبرنا أبو عمر نا علي نا الصغاني نا أبو بكر بن أبي شيبة نا أبو معاوية عن الهجري عن أبي الأحوص: عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن مأدبة الله) وذكر مثله.
باب في أنه سبب طرفه بيد الله عز وجل
أخبرني أبي بمكة نا محمد بن يزيد العدل نا الحسن بن سفيان نا ابن أبي شيبة نا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن المقبري: عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا: نعم قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا).
أنا أبو عبد الرحمن السلمي نا محمد بن يعقوب الأصم نا العباس بن الوليد أنا ابن شعيب أخبرني عبد القدوس بن حبيب أنه سمع الحسن: يحدث عن سمرة بن جندب أنه قال: أوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالك (أوصيكم بتقوى الله والقرآن فإنه نور الظلمة وهدى النهار فاتلوه على ما كان من جهد وفاقة) وذكر الحديث.
باب في أنه الصراط المستقيم
أنا حمزة بن يوسف بجرجان نا أبو الحسن الرزاز نا الفريابي نا أبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي نا محمد بن سلمة عن أبي سنان عن ابن مرة عن أبي البختري عن الحارث: عن علي رضوان الله عليه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمتك ستفتتن بعدك فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فسئل: فما المخرج من ذلك قال: (كتاب الله عز وجل العزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولي هذا الأمر من جبار فحكم بغيره قصمه الله وهو النور المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فلم تأباها أن قالوا: {إِنّا سَمِعنا قُرءاناً عَجَباً يَهدي إِلى الرُّشدِ فَأَمَنّا بِهِ} لا يخلق على طول الرد ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه).
باب في أن أهل القرآن أهل الله
حدثني أبي رحمه الله نا أبو العباس محمد بن محمد بن ماسن الهروي نا أبو القاسم علي بن الحسن بن الحارث بن يحيى بن سليم بن غيلان المروزي نا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان نا مالك بن أنس عن الزهري: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله أهلين من الناس قيل: من هم يا رسول الله قال: هم أهل القرآن فهم أهل الله وخاصته).
وحدثنيه حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا الفضل بن حباب نا عبد الرحمن بن المبارك نا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي عن أبيه عن أنس.
باب في أنهم خير الأمة
نا أبو علي الحسن بن عمر بن الصباغ المالكي بالإسكندرية سنة سبع وتسعين نا وجيه بن الحسن بن يوسف نا محمد بن إسماعيل الصايغ نا أحمد بن إسحاق الحضرمي نا عبد الواحد بن زياد نا عبد الرحمن بن إسحاق قال: سمعت النعمان بن سعد يقول: يعني عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
نا أبو الحسن علي بن أحمد بن حفص المقرىء ببغداد نا أبو بكر الآجري نا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني نا فيض بن وثيق نا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
قال أبو عبد الرحمن: فذلك أقعدني مقعدي هذا.
باب في أنهم أفضل الأمة
أخبرنا عبد الله بن يوسف نا أبو سعيد بن الأعرابي نا عبد الرحمن بن محمد الحارثي نا يحيى بن سعيد القطان نا شعبة وسفيان قالا: نا علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي: عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: خيركم وقال الآخر: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي نا عبد الله بن محمد الكعبي نا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي نا نوح بن أنس نا الصباح بن محارب نا سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي: عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
باب في أن خيركم من قرأ القرآن وأقرأه
وأخبرني حمزة بن يوسف بجرجان نا ابن عدي نا علي بن إبراهيم بن الهيثم والنعمان بن هارون ومحمد بن أحمد بن هارون قالوا: أنا أحمد بن الهيثم نا الوليد بن صالح نا إسرائيل عن عاصم عن أبي وائل
باب في أنهم خيار الأمة
أنا حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن عبيد الله بن فضيل نا محمد بن مصفى نا معاوية بن حفص عن شريك عن عاصم عن أبي عبد الرحمن: عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خياركم من تعلم القرآن وعلمه).
باب في أنهم أشراف الأمة
أنا القاضي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن بندار العبسي بأستراباذ نا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي المنيعي نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني نا سعد بن سعيد الجرجاني عن نهشل القرشي عن الضحاك: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشراف أمتي حملة القرآن).
باب في أنهم يؤخذون بما يؤخذ به الأنبياء إلا الوحي
أنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري نا أبو عبد الله محمد بن أحمد السوانيطي نا مقدام بن داود المصري نا أسد بن موسى نا عبد الله بن وهبن عن الماضي بن محمد عن أبان: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بحملة القرآن يوم القيامة فيقول الله عز وجل: أنتم وعاة كلامي آخذكم بما آخذ به الأنبياء إلا الوحي).
باب في أن من أوتي بعض القرآن فقد أوتي بعض النبوة
ومن أوتي القرآن كله فقد أوتي النبوة كلها أنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري نا أبو بكر عبد الله بن أبي داود نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو أنا ابن وهب أخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول: عن أبي أمامة الباهلي يرفعه قال: (من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النوبة ومن قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة ومن قرأ القرآن قد أوتي النبوة غير أنه لا يوحى إليه).
باب آخر منه
وحدثني أبي ومحمد بن القاسم الفارسي قالا: حدثنا محمد بن يزيد العدل نا أبو يحيى البزاز نا محمد بن أبان البلخي نا مر وان بن معاوية نا ابن نمير عن القاسم بن عبد الرحمن: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها).
باب في استدراج النبوة في أهل القرآن
وحدثني أبي وابن القاسم قالا: نا العدل نا أبو يحيى البزاز نا علي بن الحسن الذهلي نا عمر بن هارون عن إسماعيل بن رافع عن إسماعيل بن عبيد الله: عن عبد الله بن عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه).
وأنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري نا أبو بكر عبد الله بن أبي داود نا أبو طاهر أحمد بن عمرو نا ابن وهب أنا يحية بن أيوب عن خالد يزيد عن ثعلبة بن ابي الكنود.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما لقد أُدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه ولا ينبغي لحامل القرآن أن يجد مع من يجد ولا يجهل مع من
باب في أنهم أوغلوا علم الله عز وجل
وحدثني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا أبو عصمة البخاري نا داود بن عبد الرحمن المصري نا أبو عاصم النبيل نا ابن جريج عن عطاء بن ابي رباح.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكرموا حملة القرآن فإنهم أوغلوا علم الله إلا أنه لا يوحى إليهم).
باب في أن أهل القرآن غبطهم الأنبياء قبل أن أُظهروا
حدثني أبي رحمه الله نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا جبارة بن المغلس نا الربيع بن نعمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه: عن أبي هريرة: أن موسى بن عمران عليه السلام لما نزل بالتوراة قرأها فوجد ذكر هذه الأمة وذكر الحديث إلى أن قال: يا رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤنه ظاهرا فاجعلها أمتي قال: تلك أمة أحمد وساق الحديث إلى أن قال موسى: يا رب فاجعلني من أمة أحمد.
وأنا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري أنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبار عن خيثمة قال: مرت امرأة بعيسى بن مريم عليهما السلام فقالت: طوبى لحجر حملك ولثدي رضعت منه فقال عيسى بن مريم صلوات الله عليه: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به.
وحدثني أبي رحمه الله ومحمد بن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد العدل نا الحسن بن سفيان نا ابن أبي شيبة نا أبو معاوية عن الأعمش بمثل معناه.
باب في جواز الحسد على حفظ القرآن وحفاظه
أنا ابن فناكي نا أبو بكر الروياني نا عمرو بن علي عن سفيان عن الزهري عن سالم: عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد غلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن ن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار).
وأخبرنا عبد الله بن يوسف الأصفهانيي نا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي نا عبد االمجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد نا معمر بن راشد عن الزهري.
وأنا أبو طاهر الزيادي نا حاجب بن أحمد الطوسي نا أبو عبد الله المروزي نا عبد الله بن المبارك أنا معمر عن الزهري واللفظ لسفيان.
ثني أبي وابو عبد الرحمن السلمي - رحمهما الله - قالا: نا غسماعيل بن نجيد نا علي بن الحسين بن الجنيد ن نا المعافى بن سليمان نا زهير نا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج: عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة).
باب في كونهم أحق الناس بالإمارة لزيادة حفظ القرآن
حدثني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا أحمد بن محمد بن عبد الكريم نا الحسن بن عرفة نا يحيى بن يمان العجلي عن موسى بن عبيدة الربذي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري: عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فاستقرئوا القرآن على أسنانهم قال: ففضلهم شاب بصورة البقرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنت أمير القوم) قال: فغضب شيخ في القوم فقال: يا رسول الله أتومره وأنا أكبر منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه أكثرهم قرآنا) قال: فقال الشيخ: فوالله يا رسول الله ما يمنعني أن أتعلم القرآن إلا أني أخشى أن لا أقوم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلموا القرآن) وثنا أبي نا ابن عدي نا القاسم بن مهدي نا أبو مصعب نا عمر بن طلحة الليثي عن المقبري عن أبي هريرة.
باب فيمن وُلي حرم الله لقراءة القرآن
أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي بمكة نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن نا إسحاق بن أحمد الخراعي عن محمد بن أحمد الأزرقي نا جدي نا داود بن عبد الرحمن قال: سمعت معمرا يحديث عن الزهري: عن نافع بن عبد الحارث أنه تلقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من خلفت على مكة ابن أبزى قال عمر: مولى قال: نعم إنه قارىء لكتاب الله ع وجل فقال عمر: إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين.
وقد جاء الخبر مرفوعا.
باب في قطع رسول الله لمن حفظ القرآن بحق معلوم
مؤقت لم يقطعه كذلك لغيرهم حدثني محمد بن القاسم الفارسي بنيسابور ومحمد بن أحمد بن حموية بالري واللفظ له قالا: نا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإسماعيلي النيسابوري نا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم نا الحسين بن داود البلخي نا يزيد بن هارون عن حميد: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن عن ظهر القلب من غير نظر في المصحف فله في بيت المال في كل عام مائتا دينار).
الحديث.
وحدثني محمد بن القاسم نا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم المعدل نا محمد بن أحمد بن النضر نا إسحاق بن حسان نا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال: قال علي رضي الله عنه: من قرأ القرآن فله في بيت مال المسلمين مائتا دينار إن أخذها في الدنيا وإلا أخذها في الآخرة.
كذلك جاء الخبر من هذا الطريق موقوفا وقد جاء من طريق آخر مرفوعا عن علي أيضا وفيه: فقيل يا رسول اللهن أو في الآخرة دنانير فقال: لا ولكن حسنات وسيئات.
باب في فضل من علم أخاه القرآن
أنا ابو عبد الرلاحمن السلمي نا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم الذهلي نا يحيى نا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان: عن جماد الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علم رجلا القرآن فهو مولاه لا يخذله ولا يستأثر عليه).
باب في أجر من علم ولده القرآن
أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي نا ابن بسطام نا أحمد بن محمود البخاري نا محمد بن سلام عن مروان بن معاوية الفزاري عن الوزير بن عبد الرحمن الكوفي عن علي بن زيد بن جدعان ع