الرئيسية
نبذة :
أخوة الإيمان: إن صلاتي الفجر والعصر قد نوه الكتاب العزيز بذكرهما، وبين رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم منزلتهما في السنة المطهرة.
نص المطوية :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار} [النور36: 37].
في هاتين الآيتين يمتدح سبحانه رجالاً لم تلههم تجارتهم عن عبادتهم، فالتسبيح هنا هو الصلاة ويشمل الذكر، والغدو أول النهار، والآصال آخره.
أخوة الإيمان:
إن صلاتي الفجر والعصر قد نوه الكتاب العزيز بذكرهما، وبين رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم منزلتهما في السنة المطهرة.
وموضوعنا في هذه النبذة المختصرة عن فضل صلاتي الفجر والعصر اللتين أمرنا الله بهما فقال: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوب}ِ [ق: 39].
وسنورد ما يحضرنا من ذلك إن شاء الله تعالى مقسماً بين حالات ثلاث:
- ما ورد في صلاة العصر.
- ما ورد في صلاة الفجر.
- ما ورد فيهما جميعا.
فضل صلاة العصر:
أما صلاة العصر فلا شك أن لها مقاماً عالياً ودرجة رفيعة، من ذلك:
أن الله أقسم بها في كتابه فقال: {وَالْعَصْرِ} [العصر1]، قال الحسن وقتادة: المراد بها العشي.
وقال مقاتل: المراد بها صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى التي أمرنا الله بالمحافظة عليها.
إن تخصيصها بعد التعميم يدل على شرفها قال الله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]والمختار أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر كما ثبت في الصحيحين من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قلوبهم وبيوتهم ناراً».
إن الحلف الكاذب فيه أشد منها في غيره كما أخرج الشيخان من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» وذكر منهم «رجلا أقام على سلعة بعد العصر فقال والله الذي لا اله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل وهو كاذب».
إن الذي يحافظ عليها ينال الأجر مضاعفاً كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من طريق خير بن نعيم الحضرمي عن ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بالمُخَمَّص فقال: «إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيّعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين».
إن الذي تفوته تلك الصلاة كأنما أمسى مسلوباً أهله وماله كما أخرج الشيخان من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله».
إن الذي يتركها متعرض للوعيد الشديد كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المليح عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله».
فضل صلاة الفجر
أما صلاة الفجر فان لها فضلاً كبيراً، من ذلك:
إن الله جل وتعالى أقسم بوقتها المبارك لما فيه من الخير العظيم والفضل العميم فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ} [الفجر1] وما يقسم الله بشيء إلا لما فيه من مزايا على غيره.
ومن ذلك الأجر العظيم كما جاء في الصحيحين من طريق مالك عن سُمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً».
نعم فيها أجر عظيم. أخرج الإمام مسلم في صحيحه من طريق عبد الواحد بن زياد قال:حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله».
ومن فضلها أيضا أنها مجانبة النفاق كما أخرج الشيخان من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر».
ومن ذلك أيضا أنها أمن من العقوبة المترتبة على تركها فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه من طريق إسماعيل بن علية قال: حدثنا عوف قال: حدثنا أبو رجاء قال: حدثنا سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال: «أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فانه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة». جزاءً وفاقاً لما تلذذ بالنوم المحرم عن الفريضة عوقب برض رأسه والعياذ بالله.
ومن ذلك أيضاً أن الذي يؤدي الفجر جماعة في المسجد يدخل تحت حفظ الله وملائكته كما أخرج ذلك الإمام مسلم في صحيحه من طريق بشر بن مفضل عن خالد عن أنس بن سيرين عن جندب بن عبد الله القسري قال: قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله».
ومن كان في ذمة الله فحري أن يصبح نشيطاً طيب النفس كما أخرج ذلك الشيخان من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح حيث النفس كسلان».
فإن قال قائل لماذا أصبح خبيث النفس كسلان؟
الجواب من أمور ثلاثة:
الأمر الأول: العقد الثلاث المذكورة على قافية رأسه كما تقدم في حديث أبي هريرة آنفاً.
الأمر الثاني: إن الشيطان قد بال في أذنيه. أو أذنه. كما جاء ذلك في الصحيحين من طريق جرير عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نام ليلة حتى أصبح قال: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال أذنه».
الأمر الثالث: بيتوتة الشيطان على خياشيمه حتى الصباح. كما أخرج ذلك الشيخان من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه».
وإليكم الفضائل المذكورة في صلاتي الفجر والعصر جميعاً:
الأولى: إنهما سبب لشهادة الملائكة الكرام عند الله سبحانه كما أخرج ذلك الشيخان من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».
الثانية: كما أخرج ذلك الإمام مسلم في صحيحه من طريق يحيى بن أبي كثير عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن أبي بكر بن عمارة ابن رؤيبة عن أبيه هو أبو زهير قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها».
الثالثة: أنهما سبب لدخول الجنة كما جاء ذلك في الصحيحين من طريق همام بن يحيى عن أبي جمرة الضبعي عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عبد الله بن قيس الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة».
الرابعة: أنهما سبب للمنزلة العظيمة التي هي أعلى نعيم الجنة وهي النظر إلى وجه الله الكريم نسأل الله من فضله. أخرج الشيخان من طريق مروان بن معاوية الفزاري قال حدثنا اسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]».
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وفي الأخير لاتنسونا من دعائكم الصالح
أخوة الإيمان: إن صلاتي الفجر والعصر قد نوه الكتاب العزيز بذكرهما، وبين رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم منزلتهما في السنة المطهرة.
نص المطوية :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار} [النور36: 37].
في هاتين الآيتين يمتدح سبحانه رجالاً لم تلههم تجارتهم عن عبادتهم، فالتسبيح هنا هو الصلاة ويشمل الذكر، والغدو أول النهار، والآصال آخره.
أخوة الإيمان:
إن صلاتي الفجر والعصر قد نوه الكتاب العزيز بذكرهما، وبين رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم منزلتهما في السنة المطهرة.
وموضوعنا في هذه النبذة المختصرة عن فضل صلاتي الفجر والعصر اللتين أمرنا الله بهما فقال: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوب}ِ [ق: 39].
وسنورد ما يحضرنا من ذلك إن شاء الله تعالى مقسماً بين حالات ثلاث:
- ما ورد في صلاة العصر.
- ما ورد في صلاة الفجر.
- ما ورد فيهما جميعا.
فضل صلاة العصر:
أما صلاة العصر فلا شك أن لها مقاماً عالياً ودرجة رفيعة، من ذلك:
أن الله أقسم بها في كتابه فقال: {وَالْعَصْرِ} [العصر1]، قال الحسن وقتادة: المراد بها العشي.
وقال مقاتل: المراد بها صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى التي أمرنا الله بالمحافظة عليها.
إن تخصيصها بعد التعميم يدل على شرفها قال الله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]والمختار أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر كما ثبت في الصحيحين من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قلوبهم وبيوتهم ناراً».
إن الحلف الكاذب فيه أشد منها في غيره كما أخرج الشيخان من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» وذكر منهم «رجلا أقام على سلعة بعد العصر فقال والله الذي لا اله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل وهو كاذب».
إن الذي يحافظ عليها ينال الأجر مضاعفاً كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من طريق خير بن نعيم الحضرمي عن ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بالمُخَمَّص فقال: «إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيّعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين».
إن الذي تفوته تلك الصلاة كأنما أمسى مسلوباً أهله وماله كما أخرج الشيخان من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله».
إن الذي يتركها متعرض للوعيد الشديد كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المليح عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله».
فضل صلاة الفجر
أما صلاة الفجر فان لها فضلاً كبيراً، من ذلك:
إن الله جل وتعالى أقسم بوقتها المبارك لما فيه من الخير العظيم والفضل العميم فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ} [الفجر1] وما يقسم الله بشيء إلا لما فيه من مزايا على غيره.
ومن ذلك الأجر العظيم كما جاء في الصحيحين من طريق مالك عن سُمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً».
نعم فيها أجر عظيم. أخرج الإمام مسلم في صحيحه من طريق عبد الواحد بن زياد قال:حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله».
ومن فضلها أيضا أنها مجانبة النفاق كما أخرج الشيخان من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر».
ومن ذلك أيضا أنها أمن من العقوبة المترتبة على تركها فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه من طريق إسماعيل بن علية قال: حدثنا عوف قال: حدثنا أبو رجاء قال: حدثنا سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال: «أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فانه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة». جزاءً وفاقاً لما تلذذ بالنوم المحرم عن الفريضة عوقب برض رأسه والعياذ بالله.
ومن ذلك أيضاً أن الذي يؤدي الفجر جماعة في المسجد يدخل تحت حفظ الله وملائكته كما أخرج ذلك الإمام مسلم في صحيحه من طريق بشر بن مفضل عن خالد عن أنس بن سيرين عن جندب بن عبد الله القسري قال: قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله».
ومن كان في ذمة الله فحري أن يصبح نشيطاً طيب النفس كما أخرج ذلك الشيخان من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح حيث النفس كسلان».
فإن قال قائل لماذا أصبح خبيث النفس كسلان؟
الجواب من أمور ثلاثة:
الأمر الأول: العقد الثلاث المذكورة على قافية رأسه كما تقدم في حديث أبي هريرة آنفاً.
الأمر الثاني: إن الشيطان قد بال في أذنيه. أو أذنه. كما جاء ذلك في الصحيحين من طريق جرير عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نام ليلة حتى أصبح قال: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال أذنه».
الأمر الثالث: بيتوتة الشيطان على خياشيمه حتى الصباح. كما أخرج ذلك الشيخان من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه».
وإليكم الفضائل المذكورة في صلاتي الفجر والعصر جميعاً:
الأولى: إنهما سبب لشهادة الملائكة الكرام عند الله سبحانه كما أخرج ذلك الشيخان من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».
الثانية: كما أخرج ذلك الإمام مسلم في صحيحه من طريق يحيى بن أبي كثير عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن أبي بكر بن عمارة ابن رؤيبة عن أبيه هو أبو زهير قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها».
الثالثة: أنهما سبب لدخول الجنة كما جاء ذلك في الصحيحين من طريق همام بن يحيى عن أبي جمرة الضبعي عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عبد الله بن قيس الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة».
الرابعة: أنهما سبب للمنزلة العظيمة التي هي أعلى نعيم الجنة وهي النظر إلى وجه الله الكريم نسأل الله من فضله. أخرج الشيخان من طريق مروان بن معاوية الفزاري قال حدثنا اسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]».
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وفي الأخير لاتنسونا من دعائكم الصالح
