معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


2 مشترك

    الخشوع في الصلاة

    aiglemaster
    aiglemaster
    المراقب العام
    المراقب العام


    تاريخ الإنضمام : 21/11/2012

    الجنسية : دكر

    عدد المشاركات : 530

    مكسب العضو : 725

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

    العمر : 47

    المزاج : الحمد لله على نعمه

     الخشوع في الصلاة Empty الخشوع في الصلاة

    مُساهمة من طرف aiglemaster 30/11/2012, 06:47

    الخطبة الاولى


    إن الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك
    ونتوب إليك، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا
    مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى
    آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن دعا بدعوته واهتدى
    بهديه إلى يوم الدين.



    أما بعد:

    أيها المسلمون: إن من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم الصلوات،
    وفرضها عليهم خمس مرات في اليوم والليلة، تقربهم من ربهم، وتذكرهم
    آخرتهم.. تنشرح بها صدورهم، وتخفف همومهم وغمومهم. وإنها والله لمن أعظم
    النعم لمن هدي إليها، وواظب عليها. فلنحمد الله على هذه النعمة وعلى أن
    هدانا لها، يوم أن ضل عنها الكثير من الناس اليوم.



    عباد الله:

    إن حديث خطبتنا عن روح الصلاة ولبها ألا وهو الخشوع وحضور القلب.



    فإن الكثير من الناس يصلُّون ولكن لا تُرى آثار الصلاة عليهم، لا
    يتأدبون بآدابها، ولا يلتزمون بأركانها وواجباتها، صلاتهم صورية عادية،
    لإخلالهم بلبها وروحها وخشوعها، يصلون جسدًا بلا روح، وبدنًا بلا قلب،
    وحركاتٍ بلا مشاعر وأحاسيس، صلاتهم مرتعٌ للوساوس والهواجس، يأتي الشيطانُ
    أحدَهم وهو في صلاته، فيجعله يصول ويجول بتفكره في مجالات الدنيا، يتحرك
    ويتشاغل، يستطيل ويتثاقل، ويلتفت بقلبه وبصره إلى حيث يريد، فينفتل من
    صلاته ولم يعقل منها شيئًا، بل لعلَّ بعضهم لا يعقل منها إلا قليلاً،
    والشريعة تدل على أنه لا يقبل من العبد شيء من أعماله إلا بفعل الصلاة.



    والصلاة ليست هي الصورة المعهودة من القيام والقعود والتعبد بالألفاظ
    فحسب، وإنما الصلاة الكاملة هي المبنية على الخضوع والخضوع لله تعالى
    وحضور القلب، وصلاة بلا خشوع ولا حضور قلب كبدن ميت لا روح فيه، وفي هاتين
    الآيتين الكريمتين: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي
    صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ حكم ربنا حكما محققا لا ريب فيه بالفلاح للمؤمنين
    الخاشعين في صلاتهم، وعد الله لا يخلف الله وعده، وفضل الله لا يملك أحد
    رده.



    وفي الصحيح عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله
    عليه وسلم - أنه قال: ((ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوؤها
    وخشوعها وركوعها إلا كانت له كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة،
    وذلك الدهر كله)).



    والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها،
    وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة لبدنه وغذاء لروحه ومغفرة لذنوبه وقرة
    عين له، وهذه حكمة ربنا، كما قال عز وجل: ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ ﴾ أي: شاقة ﴿ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾
    [البقرة: 45، 46] إنَّ الصلاة شاقّةٌ على الكثير إلاَّ على الخاشعين؛
    فالخاشعون يؤدّون هذه الصلاةَ عن رغبةٍ وحبٍّ وشوق إليها، وبيقينِهم
    بملاقاة الله، وأنّ مردَّهم إلى الله؛ سهُلت تلك الصلاة عليهم، فأقبلوا
    عليها بقلوبهم مطمئنِّين خاشعين ذليلين مستكينين لرب العالمين.



    والخشوع في الصلاة هو خضوع القلب وطمأنينته وسكونه لله تعالى، وانكساره
    بين يديه ذلا وافتقارا وإيمانا به وبلقائه. ومن لم يخشع في صلاته فهو
    بمراحل بعيدة عن الفوز والنجاح. وقد كان رسول الله يتعوذ بالله من قلب لا
    يخشع.



    وقد يظن البعض أن حضور القلب في الصلاة من أعظم ما تتجشمه النفس، بل
    يكاد يكون مستحيلا لغلبة الخواطر على ذهن المصلي، وإنما عرض لهم هذا الظن
    الخاطئ من شدة الغفلة عن الله تعالى وجهلهم بروح الصلاة، وإلا فلو أخذ
    المصلي على نفسه أن يتصور معاني الصلاة من ألفاظها التي ينطق بها وأفعالها
    التي يقوم بها لخشع قلبه وسكنت جوارحه وأقام صلاته واتصل بربه وانحصر ذهنه
    في عظمة الله تعالى ذكرًا وخوفًا وطمعًا وهيبةً وحيًاء، لما وجدت الوساوس
    والخواطر إلى قلبه سبيلا، وإن حدث اختلاس طارئ دنيوي في وسط صلاته فسرعان
    ما يحترق ويتلاشى ويذهب مع الخشوع، ذلك بأن الله عز وجل متى علم عن عبده
    الإيمان والصدق والإخلاص في العمل أنزل السكينة عليه، وهداه وكفاه شر
    الشيطان، وأعانه وثبته، فروح الصلاة التوجه إلى الله عز وجل بالقلب
    والخضوع الحقيقي له والإحساس بالحاجة إليه، فإذا خلت الصلاة من هذه
    المعاني لم يصدق على المصلي أنه أقام الصلاة، بل هدمها وسلبها روحها، قال
    الله تعالى: ﴿ وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]، والغفلة تضاد الذكر.



    وقد تكاثرت الأدلة بالندب إلى استحضار قرب الله سبحانه وتعالى في حال
    العبادات كلها، وخاصة الصلاة لقوله: ((إذا قام أحدكم يصلي فإنه يناجي
    ربه))، وقوله: ((إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت)).



    ومنزلة الخشوع من الصلاة كمنزلة الرأس من الجسد، فالذي
    يجعل الصلاة مرتعًا للتفكير في أمور دنياه ومحلاً للهواجس في مشاغله قلبه
    في كل وادٍ، وهمه في كل مكان، يختلس الشيطان من صلاته بكثرة التفاته وعبثه
    بملابسه ويده ورجله وجوارحه، وربما أخلّ بطمأنينتها، ولم يع ما قرأ فيها،
    فيُخشى أن تُردَّ عليه صلاته، فقد ورد عند الطبراني وغيره أن صلاة من هذه
    حاله تُلفّ كما يُلفّ الثوب الخَلِق، ثم يُرمى بها وجه صاحبها، والعياذ
    بالله. فلا يغرنك وقوف مصليين متجاورين في صف واحد؛ فإنه قد يكون بينهما
    من التفاوت في الأجر كما بين السماء والأرض. وقد قال عليه الصلاة والسلام
    "وإن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها
    خمسها ربعها ثلثها نصفها". وهذا يدل على أن الخشوع يتفاوت في القلوب بحسب
    حضورها وتعظيمها لله. وبمقدار هذا التفاوت يكون تفاضل الناس، في القبول
    والثواب، وفي رفع الدرجات، وحط السيئات.



    وإليكم شيئاً من أخبار السلف الصالح، الذين اقتدوا بنبيهم - صلى الله
    عليه وسلم -، فقد روي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، أنه كان في
    صلاته، كأنه وتد من الثبات والخشوع، وكان إذا جهر فيها بالقراءة، خنقته
    عبرته من البكاء.



    وكان عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، إذا قام إلى الصلاة، كأنه عود
    من الخشوع، وكان يسجد فتنزل الطيور على ظهره لا تحسبه إلاّ جذع حائط، وصلى
    يوماً في الحجر، فسقط أمامه حجر كبير، فلم يتحرك - رضي الله عنه -.



    وروي عن مسلم بن يسار أنه انهدت ناحية من المسجد، ففزع أهل السوق
    لهدمها، وإنه لفي المسجد يصلي، فما تحول بعده عن موضع سجوده، - رحمه الله
    تعالى - فسألوه ألم ترى وتسمع انهداد ناحية المسجد فقال إني كنت في صلاتي.



    هكذا كانت صلاة القوم؛ قلوبهم وجميع جوارحهم
    خاشعة لله عز وجل، فهل تشبهها صلاتنا نحن اليوم، يأتي أحدنا إلى المسجد،
    وقلبه مشحون بمشاغل الدنيا، فيدخل المسجد جرياً على العادة، دون أن يشعر
    أنه دخل بيت جبار السماوات والأرض، بيت مالك يوم الدين. ولو دخل بيت
    مسئول، له مكانة في نفسه، لاضطرب، ولحسب ألف حساب للمقابلة، ولأحس بقلبه
    يعتصر، وأحضر كل حواسه، ونسي كل مشغلة ومشكلة، وحصر تفكيره في المقابلة
    وما يقال فيها. ثم يقف بين يدي ربه بعد ذلك، لاهياً غافلاً، فيؤدي حركات
    آلية، لا روح فيها ولا حياة، ثم ينصرف لا يدري ماذا قرأ الإمام، فضلاً عن
    أن يدري ماذا صنع هو، أو ماذا دعا، بل إن كثيراً منا ليتذكر في صلاته ما
    نسيه قبلها؛ لأن قلبه وفكره يصولان ويجولان في الدنيا وفي مشاكلها، وما
    ذلك إلا لضعف الإيمان، وقلة اليقين.



    عباد الله: لا شك أن للخشوع أسباب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، فنذكر منها:

    إن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة: أن يستشعر قلب المصلي الوقوف بين
    يدي خالقه، وعظمة من يناجيه؛ وأن يتدبر الألفاظ والمعاني؛ فيما يقوله من
    القرآن والأذكار، أو ما يسمعه من الإمام، فأول لفظ يبدأ به الصلاة ويتكرر
    في باقي الحركات: الله أكبر؛ تأمل عمق هذا المفهوم وجلال المدلول.



    الله أكبر من الشيطان يُغرر بالدنيا، الله أكبر من الدنيا، الله أكبر
    من الشهوات، الله أكبر من المال والجاه والولد، الله أكبر من كل شيء،
    فإذا استقر في قلبه معنى هذه الكلمة وأتى بمقتضاها، اطرح خلف ظهره كل ما
    عداها.



    وإذا ركع عليه أن يستشعر عظمة من يركع له، معلناً ذله وخوفه له، مقر
    بفقره إليه، فيحني ظهره، ويخفض جبهته، متفكرا في عظمته سبحانه وفي كبريائه
    وسلطانه وملكوته وجبروته، ويقول (سبحان ربي العظيم) (سبحان ربي) هو تنزيه الله تعالى عن أي نقص، وإثبات الكمال له سبحانه وتعالى، ثم يؤكد هذا المعنى بإضافة صفة العظمة لله سبحانه بقوله (العظيم)،
    وإذا كان هذا شأن الركوع فإن شأن السجود أعظم، وهو أبلغ في الذل لله
    تعالى، وينبغي للعبد أن يتذكر حال سجوده ذله بين يدي ربه، وحاجته وفقره
    إليه، قارنا بين تنزيه الله تعالى وبين إقراره بعلوه فيقول: سبحان ربي
    الأعلى، مستحضرا علو الله تعالى، وأنه سبحانه عليٌ بذاته، وعليٌ بأسمائه
    وصفاته، وأنه جل في علاه أعلى من كل شيء.



    ومن الأمور المعينة أيضاً:

    أن تستشعر عظمة الصلاة وفضلها من البدء بالوضوء، وتشعر بهيبتها من
    القيام بين يدي ربك ومولاك، ثم تأتي إليها خاشعاً القلب ذاكراً، ثم تدخل
    بيت مولاك، بقلب راجف خائف، شاكراً لفضله، معترفاً بعظمته، معترفاً بكثرة
    معاصيك، ذاكراً تقصيرك في حقه، ثم تقف بين يديه خاضعاً، خاشع القلب
    والجوارح، فتقول: "الله أكبر" وتشعر نفسك فعلاً أنه أكبر من
    كل شيء، فلا ينصرف قلبك إلى غيره، ولا يلتفت إلى سواه، وتثبت عينيك في
    موضع سجودك، ولا تحريك أعضائك.



    سئل حاتم الأصم رحمه الله:

    كيف تخشع في صلاتك؟ قال: بأن أقوم فأكبر
    للصلاة. وأتخيل الكعبة أمام عيني.. والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني
    والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها
    آخر صلاة، فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل
    في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا؟



    ففروا إلى الله عباد الله، وانتظروا أوقات
    الصلاة انتظار المكاسب والمغانم، وأحسنوا الاستعداد لأدائها بطهارة الظاهر
    والباطن، وعظموا بها ربكم عز وجل، واستحضروا فيها عظمته تعالى، وفرغوا
    قلوبكم من الشواغل الدنيوية، وصلوا بقلوب حاضرة خاشعة خائفة راجية، فرحم
    الله عبدا أقبل على الصلاة خاشعًا خاضعًا لله عز وجل خائفًا مذعنًا راغبًا
    وجلاً مشفقًا راجيًا، وجعل أكثر همه في صلاته لربه ومناجاته إياه،
    وانتصابه بين يديه تبارك وتعالى، قائمًا وقاعدًا وراكعًا وساجدًا، يحذر
    الآخرة ويرجو رحمة ربه.



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45].



    أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.



    الخطبة الثانية


    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا
    عدوان إلا على الظالمين، ولا أمن إلا للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله
    وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأمين،
    صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان
    إلى يوم الدين.



    أيها الإخوة في الله: هناك ظواهر جديرة بالمعالجة والتي لها أثر كبير في انصراف المصلين عن الخشوع في الصلاة منها:

    الهواتف المتنقلة التي بُلي بها كثير من الناس، فيصطحبونها في صلواتهم
    ومساجدهم، وهي تسبب أذى وإزعاجًا للمصلين. فأي خشوع عند هذا المصلي - عفا
    الله عنه - الذي يقطع حلاوةَ إقباله على ربه ولذيذ مناجاته لخالقه؛ رنينُ
    هاتفه المتكرر؟! فيشغل نفسه ويؤذي غيره، هذا وهو رنينٌ عادي فكيف بمن كان
    رنين هاتفه موسيقى وأغنية ساخطة، لقد حول الكثير من الناس نعمة الهاتف
    إلى نقمة وأذية للمسلمين، عباد الله لقد أصبحت بيوت الله لقد أصبحت
    مساجدنا وأماكن عبادتنا أماكن للغناء والموسيقى، بل حتى أشرف بقاع الأرض
    البيت الحرام لم يسلم من ذلك، يقول أحد الدعاة بينما كنا في جامع نؤدي
    صلاة مكتوبة كان بجانبي شاب يصلي فإذا بجواله يسطح بتلك الأغنية الماجنة
    فقام بإخراج هاتفه ورفعه لإطفائه فإذا بذلك المنظر صورة لعاهرة فاضحة تملأ
    شاشة هاتفه، فأي خشوع وإقبال على الله مع أمثال هذا، فيا عباد الله يا
    أيها المسلمون بيوت الله تشتكي من مثل هذا، يا إخواني لقد أنتهك حرمات
    بيوت الله فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ألا فليتق
    الله أولئك في صلاتهم، وليحذروا من إيذاء إخوانهم المصلين وانتهاك حرمة
    بيوت الله.



    ومما يتسبب في انصراف المصلين عن الخشوع في الصلاة، ما نشاهده في
    مساجد المسلمين من فوضى و تشويش على المصلين جراء اصطحاب الأطفال هذا يركض
    و قد أقيمت الصلاة وهذا يقطع صفا وذاك يصرخ أو يبكي، ولا حول ولا قوة إلا
    بالله.



    سئل ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "ما حكم اصطحاب الأطفال دون سن السابعة إلى المسجد إذا كانوا يحدثون إزعاجاً للمصلين؟

    فأجاب:

    "لا يجوز لولي أمر الصغار الذين يحدثون إزعاجاً للمصلين أو إفساداً في
    المسجد أن يصطحبهم، إلا أن يحميهم حماية تامة، وإذا قدر أنهم يأتون بدون
    إبلاغ ولي أمرهم، فإن الواجب على الإمام أو على المسئولين في المسجد أن
    ينبهوا ولي أمرهم حتى يمنعهم. والذين يستشهدون باصطحاب الحسن والحسين،
    فنقول لهم: ما حصل منهم أذية، نحن نتكلم عن الذين يحصل منهم أذية على
    المصلين أو على المسجد، أما إذا لم يكن أذية فتعويد الصبيان الحضور إلى
    المساجد لا شك أنه خير".



    وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر:

    "الأطفال الذين دون الرابعة في الغالب لا يحسنون الصلاة لأنه لا تمييز
    لهم والسن الغالب للتمييز هو سبع سنين وهو السن الذي أمر النبي صلى الله
    عليه وسلم أن نأمر أولادنا بالصلاة إذا بلغوه فقال عليه الصلاة والسلام
    (مروا أولادكم أو أبناءكم بالصلاة لسبع) وإذا كانوا هؤلاء الأطفال الذين
    في الرابعة لا يحسنون الصلاة فلا ينبغي له أن يأتي بهم في المسجد اللهم
    إلا عند الضرورة كما لو لم يكن في البيت أحد يحمي هذا الصبي فأتي به معه
    بشرط ألا يؤذي المصلين فإن أذى المصلين فإنه لا يأتي به وإذا احتاج الطفل
    أن يبقى معه في البيت فليبق معه وفي هذه الحال يكون معذوراً بترك الجماعة
    لأنه تخلف عن الجماعة لعذر وهو حفظ ابنه وحمايته." وسئل الإمام مالك عن
    الصبيان يؤتى بهم إلى المساجد فقال: إن كان لا يعبث لصغره ويكف إذا نهي
    فلا أرى بهذا بأساً وإن كان يعبث لصغره فلا أرى أن يؤتى به إلى المسجد".



    وصلوا على نبيكم محمد بن عبد الله. فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه. فقال سبحانه ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



    اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. وعلى اله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



    اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، اللهم ارض عنا معهم. برحمتك يا أرحم الراحمين.



    اللهم أعز الإسلام والمسلمين. وأذل الشرك والمشركين. والكفر والكافرين.
    واجعل دائرة السوء عليهم يا رب العالمين، اللهم اجعلنا بطاعتك عاملين.
    وعلى الصلوات محافظين. وعن جميع ما يسخطك معرضين. يا ذا الجلال والاكرام،
    اللهم امنا في أوطاننا. وأصلح أمتنا وولاة أمورنا واستعمل علينا خيارنا.
    واكفنا شر شرارنا. برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أحفظ إمامنا وولي أمرنا
    خادم الحرمين الشريفين وارزقه البطانة الصالحة ووفقه لما تحب من الأقوال
    والأفعال ولما فيه خير للدين والعباد يا ذا الجلال وإكرام.



    ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201] برحمتك يا أرحم الراحمين.



    عباد الله:

    ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
    بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ
    الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ
    تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90] واذكروا الله العظيم
    الجليل يذكركم. واشكروه يزدكم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
    والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
    ضحكتي بعثرتهم
    ضحكتي بعثرتهم
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    تاريخ الإنضمام : 30/11/2012

    الجنسية : سعودي

    عدد المشاركات : 102

    مكسب العضو : 1204

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

    العمر : 31

    المزاج : رايق

     الخشوع في الصلاة Empty رد: الخشوع في الصلاة

    مُساهمة من طرف ضحكتي بعثرتهم 30/11/2012, 11:50

    جزاك الله خييير
    وجعله في موازين اعمالك
    لاعدم ولاخلا

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/11/2024, 23:34