بسم الله الرحمن الرحيم
حكمة جعل القرآن سوراً
شاءت إرادة الله تعالى أن يجعل القرآن سوراً على حسب تقديره, وحكمته, ويمكن هنا أن نستشف بعض الفوائد التي يمكن أن يدركها عقلنا القاصر مع الاعتراف بأننا لا نحيط علماً بذلك:
1) التعجيز
كل سور القرآن معجزة في حدّ ذاتها وإن اختلفت في موضوعاتها, وتعددت أساليبها البلاغية من غير فرق بين سورة قصيرة, أو أخرى طويلة, فكل سورة في القرآن موضوع تحدً,ومعجزة.
فهذه السور أظهرت إعجاز القرآن بصورة أشدّ وأقوى, فقد يعتذر البعض -لو كان التحدي في القرآن كله- بضخامة محل التحدي, وبوسعه, وتعدد مواضيعه, فيضعف وجه الإعجاز إذ أن تحدي الجن و الإنس بسورة من السور أظهر للإعجاب من تحديهم بمجموع السور مجتمعة.
2) التيسير
إن من يستظهر, ويحفظ سورة في القرآن يكون أنشط في السعي لحفظ سورة أخرى, وأبعث على الاستدامة, والاستمرار من حفظ القرآن كله لما تبعثه السور من التدرج, والتيسير في الحفظ.
3) التشويق
إن من يحفظ سورة مستقلة يعتز بها, ويعظّم شأنه, فعندما يحرز قطعة من القرآن يجد في تلاوة واستظهار غيرها بشوق, ورغبة.
4) التبويت
إن اختلاف مواضيع, وأهداف السور الكريمة, وتفاوت نواحيها البلاغية, وأساليبها النظمية, وتصويراتها الحسية لزم أن تحتفظ كل سورة من القرآن بمضامينها الخاصة, واستقلالها عن سائر السور.
فالقارئ يجد في كل سورة عبيراً, وفي كل آية نفحة تشيع فيه إحساساً خاصاً, فبين منَ تتحدث عن قصة كاملة, او تذكر أسماء الله تعالى, او تصف الجنة والنار, او تصف سيكلوجية النفاق, وهكذا.
في الاختام