السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأل تلميذ شيخه يوما أن يدعو له ، فقال له الشيخ : أسأل الله أن لا يذيقك طعم نفسك .
لم يفهم التلميذ وهو ذلك الطالب الاغر مغزى دعوة الشيخ له ، فهو لم يرى من الدنيا ما يستدعي الفهم والإنتباه ، لكن سريان الدنيا بنهر أيامها ،يكسب الشخص ما كان فقيرا إليه ، وهاهو ذاك الفتى الاغر على عرش شيخه وفي مكانه / صوت دهر يصيح من بعيد في جيل جديد ، هناك فقط ادرك معنى الدعاء الذي كان قد سمعه من شيخه يوما ما ،، بعد أن اصبح شخصا ذا قيمة ، فهو الشيخ الذي كلامه مسموع ، وأمره مطاع ، و صيته قد ذاع في كل البقاع ،، فهم أن الغرور قد يقتل كل حلم ، وأن مذاق النفس هو الشعور بالوصول قبل الوصول ، والإحساس بالقمة قبل القمة ،،
أسأل الله أن لا يذيقك طعم نفسك . هي صوت الدهر في كل زمان ، وما احوجنا إليه بالضبط في هذا الزمان ،، حيث أصبح الجميع ° إلا من رحم الله ° يعرف جيدا مذاق النفس من كثر ما نهل منه ، ألم تضع النصيحة بالكبر وحظ النفس ، فأصبح الكل لا يقبل نصيحة الكل لأن الكل يعرف أنه الأكمل والامثل ،، أصبح الواحد منا يقتل موهبته قبل أن تولد الكل يرى في رأيه المسلمة التي لا نقاش في صحتها ، و قوله القول الذي لا يعلوه قول ،، هكذا ضاعت النصيحة ومعها ضاع الحق والباطل ، بمفاهيم المذاقات المختلفة للنفوس المختلة ،، إلى متى نضل إخوتي نتمسك بأرائنا ، ونعتد بنفوسنا المريضة ، متى يصبح الحق فوق الجميع ، والكل يذعن له ،، متى تصبح القناعة إجماع الناس على الرأي الفضيل ،، متى .... متى .... متى
لا تهم الإجابات بقدر ما يهم إدراك القيمة الجوهرية للمقولة الذهبية
رحم الله رجلا عرف قدر نفسه