السَلامْ عَليكمْ وَرحمة الله وَبركَـاتهْ
طَـابَ || صبَـاحكمْ / مَسَـائكمْ || بـِ كُلْ خيرْ
خَلَق الله الحَياة لـِ حِكمْ عَظيمهْ ، وَجعلْ مَا عَليهَـا مِنْ الزينهْ وَالمتَـاعْ ، إختبَـاراً لـِ النَـاسْ ، وَإمتحَـانـاً لهمْ ، كَمَـا قَالْ تَعَـالى :( الذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيبلوكمْ أَيُّكَمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) .
وَقَالْ تَعَـالى :( إنَّـا جَعَلْنَـا مَاعَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ).
وَقدْ تَنَوعَ نَظَر النَـاسْ إلى هَذِه الحَيَاةْ بـِ حَسَبْ عَقـائِدهُمْ وَ إتجَاهَاتهُمْ ؛
وَيُمكِنْ إجْمَـالْ ذَلكْ فِي نَظْرتينْ :~
+ الْنَظرهْ الصَحِيحَهْ لـِ الْحَيَاةْ الدُنيَـا :~
وَهِيَّ التِي تَجعلْ مَـافِي هَذِه الحَياةْ مِنْ مَـالْ وَسُلْطَـانْ وَزينة وَقوى مَادية وَسِيلة يُسْتَعَانْ بِهَا لـِ عَمَلْ الأخرة وَيُشَاركْ الإنْسَانْ فِي عَمَارتِهَا وَالإسْتِفَادهْ مِمَا سَخرهُ الله فِيهَا بِمَا يُعينْ عَلَى تَحقيقْ الغاية مِنْ خَلقْ النَـاسْ .
قَالْ تَعَـالى :( وَمَـا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلا لِيَعْبُدُونْ ).
وَينظُرْ إليهَا بـِ وَصفِهَا دارْ ممرْ وَمَزرعة لـِ الأخرهْ وَمَجالاً لـِ التَسَابقْ فِي الخيراتْ وَلا يٌنافِي في ذَلكْ التَمتعْ بِمَا أحلَ الله لَهْ مِنْ الطَيباتْ.
كَمَا قَالْ تَعَـالى :( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ).
وَقَالْ تَعَـالى :( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).
وَالدُنيَا في الحَقيقة لا ُذمْ لـِ ذَاتِهَا ، وَإنمَا يَتوجهْ المَدحْ وَالذمْ إلى فعلْ العَبدْ فيهَا.
+ الْنَظرهْ الفَاسِدهْ لـِ الْحَيَاةْ الدُنيَـا :~
هِيَّ التي تَجعلْ هَذِه الحَياةْ الدُنيَـا وَمَافيهَا مِنْ مُتعْ وَملذاتْ وَمَفاتنْ غَاية يَسْعى إليهَا وَتفنى الأعمَارْ فِي تَحْصيلهَا ، فَتَجِدْ تفكيرْ صّاحِبْ هَذه النَظرهْ مَقصٌوراً وَعملهُ مَحصوراً في تَحصيلْ مَلذاتهْ العَاجلهْ وَالإستمتَاعْ بِهَا معْ الغفلهْ عَنْ الله وَالدارء الأخرهْ وَقدْ توعدَ الله تَعالى أصْحَابء هَذه النَظرهْ ،
فَقالْ سُبحَانهْ :( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ).
وَقالَ تَعالى :( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).
وَهذا الوَعيدْ يشملْ كُلْ مَنْ أرادْ بـِ عملْ الأخرهْ الحَياةْ الدثنيَا وَعاشْ فِيهَا عِيشة البَهَائِمْ حَتَى ألغَى عَقلهُ وَسَخَرَ طَاقتهْ وضيعَ أوقاتهْ معْ الإعراضْ عنْ الله وَالدارْ الأخرهْ ؛
وَلِهذا قَال تَعالى :( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ).
وَمِنْ أمثلة هَذا الصنفْ مَاذكرهٌ الله فِي قصة قَارونْ ؛
فقَال تَعالى :( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ).
فقلوبْ الذينَ يُريدونْ الحَياةْ الدُنيا وَعُقولهمْ مُتعلقهْ بِهَا ، وَمِثل ذلكْ مَنْ ينبهرْ بِمَا عِند بعضْ الكُفارْ مِنْ تقدمْ صِنَاعِي وَإقتصَادي فيعجبْ بهمْ وَيدعُو إلى إقتفاء آثارهمْ مطلقاً مَعْ تنَاسي إنحطَاطهمْ الأخلاقِي وسوء عَاقبتهمْ في الأخرهْ ، فلمْ يُميزْ بينَ مَا يُؤخَذْ منهمْ ويُشاركونْ فيه مِنْ المَحَاسِنْ وَ المَنافِعْ وَمَا يُتركْ مِمَا هُمْ فيهْ مِنْ المَفاسِدْ وَالإنحرافاتْ.
طَـابَ || صبَـاحكمْ / مَسَـائكمْ || بـِ كُلْ خيرْ
خَلَق الله الحَياة لـِ حِكمْ عَظيمهْ ، وَجعلْ مَا عَليهَـا مِنْ الزينهْ وَالمتَـاعْ ، إختبَـاراً لـِ النَـاسْ ، وَإمتحَـانـاً لهمْ ، كَمَـا قَالْ تَعَـالى :( الذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيبلوكمْ أَيُّكَمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) .
وَقَالْ تَعَـالى :( إنَّـا جَعَلْنَـا مَاعَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ).
وَقدْ تَنَوعَ نَظَر النَـاسْ إلى هَذِه الحَيَاةْ بـِ حَسَبْ عَقـائِدهُمْ وَ إتجَاهَاتهُمْ ؛
وَيُمكِنْ إجْمَـالْ ذَلكْ فِي نَظْرتينْ :~
+ الْنَظرهْ الصَحِيحَهْ لـِ الْحَيَاةْ الدُنيَـا :~
وَهِيَّ التِي تَجعلْ مَـافِي هَذِه الحَياةْ مِنْ مَـالْ وَسُلْطَـانْ وَزينة وَقوى مَادية وَسِيلة يُسْتَعَانْ بِهَا لـِ عَمَلْ الأخرة وَيُشَاركْ الإنْسَانْ فِي عَمَارتِهَا وَالإسْتِفَادهْ مِمَا سَخرهُ الله فِيهَا بِمَا يُعينْ عَلَى تَحقيقْ الغاية مِنْ خَلقْ النَـاسْ .
قَالْ تَعَـالى :( وَمَـا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلا لِيَعْبُدُونْ ).
وَينظُرْ إليهَا بـِ وَصفِهَا دارْ ممرْ وَمَزرعة لـِ الأخرهْ وَمَجالاً لـِ التَسَابقْ فِي الخيراتْ وَلا يٌنافِي في ذَلكْ التَمتعْ بِمَا أحلَ الله لَهْ مِنْ الطَيباتْ.
كَمَا قَالْ تَعَـالى :( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ).
وَقَالْ تَعَـالى :( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).
وَالدُنيَا في الحَقيقة لا ُذمْ لـِ ذَاتِهَا ، وَإنمَا يَتوجهْ المَدحْ وَالذمْ إلى فعلْ العَبدْ فيهَا.
+ الْنَظرهْ الفَاسِدهْ لـِ الْحَيَاةْ الدُنيَـا :~
هِيَّ التي تَجعلْ هَذِه الحَياةْ الدُنيَـا وَمَافيهَا مِنْ مُتعْ وَملذاتْ وَمَفاتنْ غَاية يَسْعى إليهَا وَتفنى الأعمَارْ فِي تَحْصيلهَا ، فَتَجِدْ تفكيرْ صّاحِبْ هَذه النَظرهْ مَقصٌوراً وَعملهُ مَحصوراً في تَحصيلْ مَلذاتهْ العَاجلهْ وَالإستمتَاعْ بِهَا معْ الغفلهْ عَنْ الله وَالدارء الأخرهْ وَقدْ توعدَ الله تَعالى أصْحَابء هَذه النَظرهْ ،
فَقالْ سُبحَانهْ :( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ).
وَقالَ تَعالى :( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).
وَهذا الوَعيدْ يشملْ كُلْ مَنْ أرادْ بـِ عملْ الأخرهْ الحَياةْ الدثنيَا وَعاشْ فِيهَا عِيشة البَهَائِمْ حَتَى ألغَى عَقلهُ وَسَخَرَ طَاقتهْ وضيعَ أوقاتهْ معْ الإعراضْ عنْ الله وَالدارْ الأخرهْ ؛
وَلِهذا قَال تَعالى :( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ).
وَمِنْ أمثلة هَذا الصنفْ مَاذكرهٌ الله فِي قصة قَارونْ ؛
فقَال تَعالى :( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ).
فقلوبْ الذينَ يُريدونْ الحَياةْ الدُنيا وَعُقولهمْ مُتعلقهْ بِهَا ، وَمِثل ذلكْ مَنْ ينبهرْ بِمَا عِند بعضْ الكُفارْ مِنْ تقدمْ صِنَاعِي وَإقتصَادي فيعجبْ بهمْ وَيدعُو إلى إقتفاء آثارهمْ مطلقاً مَعْ تنَاسي إنحطَاطهمْ الأخلاقِي وسوء عَاقبتهمْ في الأخرهْ ، فلمْ يُميزْ بينَ مَا يُؤخَذْ منهمْ ويُشاركونْ فيه مِنْ المَحَاسِنْ وَ المَنافِعْ وَمَا يُتركْ مِمَا هُمْ فيهْ مِنْ المَفاسِدْ وَالإنحرافاتْ.