والسؤال المطروح الآن هو : من الذي يرسل حاصباً ؟
والجواب هو قوله تعالى :
أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك : 17] . وعلى ذلك تكون هنالك مجموعة حددها النص على أنها ( في السماء ) هي التي ترسل حاصباً .
والسؤال الثاني هو : أن السماء واسعة جداً فضلاً على أنها متعددة فهل نستطيع أن نحدد تواجد هؤلاء وطبيعة حركتهم في أي سماء ؟
أن المصدر الذي تأتي منه الحجارة هو الوحيد الذي يجيبنا على هذا
التساؤل ولقد أوضح النص هذا الأمر وقال ( حجارة من سجيل ) وعلى ذلك يكون
مصدر الحجارة هو من جهة سماوية اسمها سجيل كما اسماها النص ، ولعلها قريبة
من الأرض وبذلك تكون من السماء الدنيا ، ولا اخفي على القارئ إنني تتبعت
لفظة سجيل في كل التفاسير لكلا الطرفين ولم أجد إلا قولين يقربان إلى
المعنى الذي أشرت إليه ، صدر أحدهما عن عكرمة وكان قوله : (انه بحر معلق في
الهواء بين الأرض والسماء منه أنزلت الحجارة) .
أما الأخر فهو ما أخرجه ابن جريرعن ابن زيد في قوله : (حجارة من سجيل) ،
قال: السماء الدنيا. قال: والسماء الدنيا اسمها سجيل، وهي التي أنزل الله
على قوم لوط ... ( الدر المنثور ج 5 ص 334 ) ( تفسير القرطبي ج 24 ص 609 ) .
افتراض :
نستطيع أن نفترض أن سجيل هي ( space ) الفضاء الخارجي الذي يحيط بالكرة
الأرضية والحجارة الكبيرة التي أمطرت على القرية هي النيازك التي مرت من
خلال الغلاف الجوي ومن بعد احتكاكها بعناصر هذا الغلاف احترقت وعند
ارتطامها بالأرض تسببت بانفجار أقوى من الانفجار النووي ! كما في قوله
تعالى :
(فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ(82) هود (
وهذه الحجارة تختلف عن الحجارة التي أمطرت عليهم ـ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
ـ والاختلاف بين الحجارتين هو الحجم والآثار الجانبية التي تترتب عليه ليس
إلا ، أما المصدر فهو واحد ( سجيل ) الذي هو الفضاء الخارجي المحاذي
والمحيط بالكرة الأرضية كما تصورناه .
وسنبين الحقيقة العلمية للنيازك والتي نفترض بأنها الحجارة التي أمطرت على القرية : وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ـ لكي يشاركنا القارئ بهذا التصور العلمي :
ـ حقيقة النيازك (Meteors) ـ
أفترض أن الجميع قد شاهد خيوطاً ضوئية تنهمر من السماء ليلة ما .. وهذا
ما يٌدعى بالشهب Shooting star .. وهي عبارة عن أجرام صغيرة جداً ( قيل
أنها من مخلفات المذنبات Comets ) والتي يتقاطع محوراها مع محور كوكب الأرض
مما يؤدي إلى جذبها بواسطة الجاذبية الأرضية .. وعندما تدخل في الغلاف
الجوي بسرعة عالية جداً تقدر بحوالي 235000 كم / ساعة .. وبفعل عامل
الاحتكاك مع عناصر الغلاف الجوي تسخن فتتوهج وتحترق وقد تتفجر في الهواء
أثناء اختراقها لطبقات الغلاف الجوي فتصبح رماداً بإذن الله تعالى ..
وتراها العين المجردة لبضع ثوان في مشهد يأخذ بالألباب.
وبعض هذه الأحجار كبيرة لدرجة يتمكن معها من اختراق الغلاف الجوي بسرعة
خاطفة فيضرب سطح الأرض بعنف شديد عندئذ يُسمى نيزكاً Meteor .. وأحجام
النيازك التي تسقط على الأرض تتراوح من بضع سنتيمترات إلى بضع كيلومترات
وعندما تصبح بهذا الحجم تُسمى كويكباً Asteroidأو مذنباً .. ويكفي أن نشير
إلى أن نيزكاً بحجم سيارة كفيل بمحو وسحق مدينة كبيرة عند الارتطام بها ..
ولقد تعرض كوكب الأرض عبر تاريخه القديم لضربات سماوية موجعة من قِبل
النيازك والمذنبات والكويكبات نتج عنها - كما ذكر العلماء - تغير في مناخ
كوكب الأرض قاطبة واستمر التغير لفترة طويلة مما ساهم في انقراض مجموعات من
النباتات والحيوانات على وجه البسيطة The mass extinction.
إذن إن المنهج يرصد ظاهرة مهمة وهي ظاهرة النيازك التي لم يشار إليها من
قبل الباحثين والعلماء الآثاريين والجيولوجيين الذين درسوا المنطقة
الجغرافية لسدوم وغامورا ، مثلما أشار إليها النص ووصفها بـ (حجارة من
سجيل) .
كما نود أنّ نطرح دليل علمي آخر نثبت من خلاله إن قوم لوط قد أصيبوا بنيازك
متتابعة أدت إلى إنفجارات نووية مشعة ولعلها أقوى من ذلك ! من خلال نفس ما
ورد في القصص القرآني المتعلق بهؤلاء القوم ، لنتساءل ونقول لماذا أوصي
نبي الله لوط عليه السلام بهذه الوصية من قبل ضيوفه
(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ
اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ
وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ) )الحجر65) .
لماذا منع هو وأهله من أن يلتفتوا ؟
وهنا يكشف لنا النص ظاهرة علمية غاية في الروعة وهي أنّ النيازك إذاً
ارتطمت بالأرض تولد انفجار وإشعاع اشد من الانفجار والإشعاع النووي بأضعاف
مضاعفة وهذا يعني شيء واحد فلإشعاع المنبعث من الانفجار يؤثر على قرنية
العين ويسبب لها العمى أو كما يسمى علمياً (عتامة عدسة العين ـ Cataract)
لذلك نرى أنّ هذه الإصابة قد شملت امرأة نبي الله لوط عليه السلام انظر أخي
القارئ الكريم وتأمل هذا النص ستجد ما يسرك من كشف قراني (
قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ
أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ
مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )هود81
فالنص يثبت إن امرأته قد استثنيت وقد أصابها ما أصابهم من عملية الطمس (
فطمسنا أعينهم ) وهذا الكلام الذي توجهوا به الضيوف إلى النبي لوط ( ع )
مباشرةً وبعد عملية ( الطمس ) فالذي أصاب امرأة لوط هو ما أصاب أسيادها
الذين أوكلوا لها عملية التجسس على النبي لوط ( ع ) وهم الذين تدافعوا
ليدخلوا على بيت النبي لوط في بادئ الأمر وهم الرؤساء كما قلنا المجموعة
المحدودة فعملية الطمس لم تشمل الجميع كما مرّ عليك .
الجزء الثاني
طير أبابيل : هل هي أجسام طائرة ـ مركبات فضائية ؟
طير أبابيل :
على ما تقدم في الجزء الأول من البحث الثاني نقول إن كانت حجارة من سجيل والتي تصورناها بهذا التصور العلمي ، يحق لنا أن نتساءل ..
كيف لهذا الطيور إن تحمل بمناقيرها وأرجلها حجارة
بهذه الشكل الذي تصورناه ، وهذا طبعاً إن كانت هذه كالطيور كالتي نعهدها
ونألفها في حياتنا ؟
والسؤال المحير هو كيف لهذه الطيور أن تصيب أهدافها بهذه الدقة حتى أصبحوا ( كعصف مأكول ) !!!؟
قبل أن ندخل في تبيان حقيقة هذه الطيور لنلقي أولاً نظرة فاحصة على
التاريخ لنتعرف على ما تم ذكره وما جاء بخصوص هذه الطيور ، ولعلك ستزداد
غرابة من هذا الوصف الغريب والخيالي لهذه الطيور فللوهلة الأولى ستعتقد أن
الدليل على ماهيّة هذه الطيور سيزداد تعقيداً جراء هذا الاختلاف في الوصف !
ولكنني أرجو أن يكون هذا التعقيد الظاهري الذي ستشعر به في بداية البحث !
زيادة في الإثارة ليس إلا ، ولتكن كالشخص الذي يهبط على سطح كوكب جديد
ومجهول ! يحاول اكتشافه ! .
وهذا ما نأمل أن نقدمه للقارئ من خلال كشوفات المنهج اللفظي ، فالمنهج هو
مكتشف لثروة كبيرة جداً كانت : مُصادرَة ... مغيّبة ... منسيّة ...لكنه
سيكتشفها من جديد إنشاء الله تعالى .
الوصف الروائي لطير أبابيل :
هذا مختصر للوصف الروائي لهذه الطيور فأغلب ما قرأته لا يخرج عما سأنقله إليك :
ـ قال سعيد بن جبير :
كانت طيرا من السماء لم ير قبلها ولا بعدها مثلها وروى جويبر عن الضحاك عن
ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ )
وعن ابن عباس : كانت لها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب
وقال عكرمة : كانت طيرا خضرا خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع ولم تر قبل ذلك ولا بعده
وقالت عائشة : هي أشبه شيء بالخطاطيف
وقيل : بل كانت أشباه الوطاويط حمراء وسوداء
وعن سعيد بن جبير أيضا : هي طير خضر لها مناقير صفر
وقيل : كانت بيضا
وقال محمد بن كعب : هي طير سود بحرية في مناقيرها وأظفارها الحجارة
وقيل : إنها العنقاء المغرب التي تضرب بها الأمثال .
ـ حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين عن ابن عباس طيرا أبابيل قال كان لها
خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب . ( مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص326
ح36536 ) .
لعل البعض ممن أطلع على هذه المرويات سيقول أن هذا الكلام لهو كلام
فلكلوري ناتج عن علم الأساطير ! ولا بأس بهذا الكلام في بادئ الأمر فأغلب
القراء يأخذون الاختلاف دون البحث عن سبب هذا الاختلاف في المرويات
ومواردها اللفظية ، فلو سلمنا لهذا القول واعتبرنا ما جاء في هذه المرويات
لا يخرج عن الفلكلور الشعبي وعلم الأساطير فهل تجدنا جانبنا الحقيقة أم
إننا جانبنا آلية البحث العلمي والتقصي الحقيقي لفهم الموضوع ، فللأسف
الشديد أقول أنّنا نشأنا على رفض تصديق الفلكلور و علم الأساطير و أخذها
بعين الجد وبالتالي جانبنا آلية البحث ولم نخضع لمعطيات الموضوع نفسه .
ولكن لو رفضنا كل شيء يوصف بالأسطورة أليس هذا أمراً غير علمي ؟! خاصّة
أنّ الموروثات الشعبية و الأساطير غالباً ما تقودنا لاكتشاف حقائق كانت
تروى ولا تزال ومثال على ذلك هو ( طير السّاف ) وكثرة تردده في الموروث
الشعبي وما يسبغ عليه من مفهوم على أنه طير يعشعش ويفرخ في السماء ولا يموت
، من أين أتت هذه المفاهيم وهذه الحكايات الشعبية ؟ ثم لماذا تجد الروايات
تعزز هذا الموروث وتصف طير أبابيل بنفس هذا الوصف كما لاحظت الحديث المروي
في بحار الأنوار عن عن أبي جعفر عليه السلام :
( كان طير ساف جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السباع، وأظفارها كأظفار السباع من الطير ) ....
أن هذه الروايات استخدمت رموزاً كثيرة مخلوطة بحقائق تاريخية لتظهر أو تشير
إلى البعد الحقيقي لهذه الطيور .. فهل تعتقد أن هنالك طير من الطيور
المألوفة لديك بهذا الشكل أو على هذه الهيئة رؤوسها كأمثال رؤوس السباع
وأظفارها كأمثال أظفار السباع من الطير ! أم أنك تجد أن في هذا الحديث
وباقي الأحاديث ترميز لكائن أو جسم آخر يحمل صفة الطيران فقط ؟
وجب أن تعلم أخي القارئ بأن الفلكلور بشكله العام ولا اقصد ما جاء في هذه
الروايات هو عبارة عن مستحاثة تاريخيّة ، تحفظ التّاريخ الحقيقي ، لكنها
متخفية تحت غطاء من الترسبات القصصية الملوّنة . و إذا جردناها من الخرافات
، فسوف نجد قصة حقيقيّة عن حدث حصل فعلاً ، لكن خلال عملية التناقل من جيل
إلى جيل ، يتمّ طمس بعضاً من الحقائق و تحريفها و من ثم إغفالها . لكن
الجوهر سيبقى . فغالباً ما تستند الأساطير على جوهر حقيقي لقصص منسيّة .
طير أبابيل ـ أم أجسام طائرة (ufo )
لنبتعد عن الأساطير ولنعود إلى المرويات التي وصفة هذه الطيور وشبهتها
بطيور أخرى أرضية على الرغم من أن القارئ إذا تقصى جميع هذه الروايات
سيخلص إلى نتيجة بان هذه الطيور هي أجسام طائرة لمخلوقات فوق أرضية أي إنها
أجسام فضائية ، ولا تزال التقارير والأفلام المصورة المسربة ! من وكالة
ناسا وغيرها تثبت إلى حدّ كبير لا يقبل الشك إلى أن هناك أجسام طائرة تزور
الأرض بشكل دوري ومستمر منذ القدم .
والدليل يتعاظم على ذلك يومياً كالدليل على أنّ الأسرار الأساسيّة للتقنية
الحديثة كانت معروفة ، ومنسية منذ زمن طويل . ودّليل أيضاً على أنّ
الإنسان الأوّل قد خلق مجتمعاً يسبق مجتمعاتنا المعاصرة بكل وسائل التّطور
والتّقدّم .
هل تستوعبون ماذا يعني ذلك ؟
كيف يمكن لك إذاً أن تستوعب المعرفة و التقنيات التي سادت عند حضارات ما قبل الطّوفان ؟
نعود الآن إلى الروايات المتعلقة بـ ( طير أبابيل ) .
أن مدلولات هذه الروايات مرمزة برموز نأخذ منها مفهوم الطيران بشكله العلمي
ونحن نعتقد أن فكرة الطيران (الأجسام
الطائرة) (ufo) أو مجيء المخلوقات الفضائية من مجال آخر أو بعد آخر هي فكرة
موجودة قبل أن يهجم جيش أبرهة على مكة ! ولقد أثبتنا تواجد هذه المخلوقات
ودورها الفاعل مع جنسنا في بحث ( مملكة النبي سليمان " عليه السلام " )
وأنها لا زالت موجودة ،
وما ستلاحظه من العلاقة اللفظية بين طير أبابيل وسجيل يكفيك أن هؤلاء
مخلوقات جاءت من الفضاء الخارجي بتوجيه وتكليف قوى كونيه أعظم منهم وهم
المجموعة الحاكمة والمتنفذة في الكون كله .
علاقة طير أبابيل بسجيل :
لقد تقدم القول أن قوم لوط تلقوا ضربة موجهة وموجعة من خارج الكرة
الأرضية وتحديداً من الفضاء الخارجي من مخلوقات فضائية أو مخلوقات ( فوق
أرضية ) وهذا الكشف تجده صريحا في النص التالي :
( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ [القمر : 34] .
والسؤال المطروح الآن هو : من الذي يرسل حاصباً ؟
والجواب هو قوله تعالى :
أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك : 17]
. وعلى ذلك تكون هنالك مجموعة حددها النص على أنها ( في السماء ) هي التي ترسل حاصباً .
والسؤال الثاني هو : أن السماء واسعة جداً فضلاً على أنها متعددة فهل نستطيع أن نحدد تواجد هؤلاء وطبيعة حركتهم في أي سماء ؟
أن المصدر الذي تأتي منه الحجارة هو الوحيد الذي يجيبنا على هذا
التساؤل ولقد أوضح النص هذا الأمر وقال ( حجارة من سجيل ) وعلى ذلك يكون
مصدر الحجارة هو من جهة سماوية اسمها سجيل كما اسماها النص ، ولعلها قريبة
من الأرض وبذلك تكون من السماء الدنيا ، ولا اخفي على القارئ إنني تتبعت
لفظة سجيل في كل التفاسير لكلا الطرفين ولم أجد إلا قولين يقربان إلى
المعنى الذي أشرت إليه ، صدر أحدهما عن عكرمة وكان قوله :
(انه بحر معلق في الهواء بين الأرض والسماء منه أنزلت الحجارة) .
أما الأخر فهو ما أخرجه ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (حجارة من سجيل) ، قال:
السماء الدنيا. قال: والسماء الدنيا اسمها سجيل، وهي
التي أنزل الله على قوم لوط ... ( الدر المنثور ج 5 ص 334 ) ( تفسير
القرطبي ج 24 ص 609 ) .
وبذلك قلنا فيما تقدم أن سجيل هي ( space ) الفضاء الخارجي الذي يحيط بالكرة الأرضية وعلى ذلك يكون المفهوم الآن لقوله تعالى :
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ [الفيل : 3] تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ [الفيل : 4] .
أن الطير الأبابيل هي أجسام فضائية طائرة تتمحور وضيفتها بأنها وسط
نقلي لـ ( حجارة من سجيل ) أي تحمل أسلحة من الفضاء الخارجي لترمي به
مجموعة معينة ، وأن هذه الأسلحة لهي أسلحة نووية كما فهمناه من طبيعة
تأثيرها الحراري والإشعاعي على الأجسام الحية فلقد ورد في المرويات من أن
الحجارة تخرق الرؤوس والأجسام وتنفذ منها وتمزق الأجساد فتدعها كفتات ورق
الشجر الجاف وهو « العصف » فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ [الفيل : 5] ولقد ورد
وأصيب أبرهة حتى تساقط أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر حتى انصدع صدره عن قلبه ( بحار الأنوار ج 62 ص 233 )
وهذا الكلام صريح الإشارة إلى إن الحجارة التي رُمي بها أبرهة وجيشه
لهي سلاح متطور يفوق تصور تلك الحقبة التاريخية ليتسنى لهم وصفها أو ذكرها
بشكل علمي واكتفوا في تشبيهها بالطيور المعهودة .
فأن كان الأمر على ما تصورناه فلا وجود لعنصر المبالغة والتهويل فيما جاء
من الروايات ! في أن هذه الطيور تحمل حجارة غير معهودة ، تفعل بالأجسام
فعلاً غير معهود .
تبعات وتأثيرات الضربة النووية :
ومن تأثيرات هذه الضربة وتبعاتها المستقبلية هو مرض الجدري الذي انتشر
في المنطقة في تلك الحقبة فالمرويات أشارت إلى هذا الأمر بشكل صريح فهذه
الضربة لوثّت المنطقة بالجراثيم والميكروبات التي أدت إلى ظهور وتفشي مرض
الجدري ، فتأثيرات الإشعاع النووي وما ينتج عنه معروف لدينا خصوصا نحن في
العراق فالذي جرى في محافظة البصرة ليس ببعيد عنا وما نتج من تبعات أدى إلى
أمراض سرطانية وتشوهات خلقية ، فليس المراد من مرض الجدري هو التأثير
اللحظي لهذه الضربة وهذا ما وقع به أكثر الذين نقلوا هذه المرويات وبخاصة
أن المألوف في الجدري لا يتفق مع ما روي من آثار الحادث على أجسام الجيش
وقائده ، فإن الجدري أو الحصبة لا يسقط الجسم عضواً عضواً وأنملة أنملة ،
ولا يشق الصدر عن القلب فهذه الصورة هي التي يوحي بها النص القرآني : { فجعلهم كعصف مأكول } . . إيحاء مباشراً قريباً لهذا المفهوم ، أما مرض الجدري فكان أصل تفشيه هو هذه الضربة
والجواب هو قوله تعالى :
أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك : 17] . وعلى ذلك تكون هنالك مجموعة حددها النص على أنها ( في السماء ) هي التي ترسل حاصباً .
والسؤال الثاني هو : أن السماء واسعة جداً فضلاً على أنها متعددة فهل نستطيع أن نحدد تواجد هؤلاء وطبيعة حركتهم في أي سماء ؟
أن المصدر الذي تأتي منه الحجارة هو الوحيد الذي يجيبنا على هذا
التساؤل ولقد أوضح النص هذا الأمر وقال ( حجارة من سجيل ) وعلى ذلك يكون
مصدر الحجارة هو من جهة سماوية اسمها سجيل كما اسماها النص ، ولعلها قريبة
من الأرض وبذلك تكون من السماء الدنيا ، ولا اخفي على القارئ إنني تتبعت
لفظة سجيل في كل التفاسير لكلا الطرفين ولم أجد إلا قولين يقربان إلى
المعنى الذي أشرت إليه ، صدر أحدهما عن عكرمة وكان قوله : (انه بحر معلق في
الهواء بين الأرض والسماء منه أنزلت الحجارة) .
أما الأخر فهو ما أخرجه ابن جريرعن ابن زيد في قوله : (حجارة من سجيل) ،
قال: السماء الدنيا. قال: والسماء الدنيا اسمها سجيل، وهي التي أنزل الله
على قوم لوط ... ( الدر المنثور ج 5 ص 334 ) ( تفسير القرطبي ج 24 ص 609 ) .
افتراض :
نستطيع أن نفترض أن سجيل هي ( space ) الفضاء الخارجي الذي يحيط بالكرة
الأرضية والحجارة الكبيرة التي أمطرت على القرية هي النيازك التي مرت من
خلال الغلاف الجوي ومن بعد احتكاكها بعناصر هذا الغلاف احترقت وعند
ارتطامها بالأرض تسببت بانفجار أقوى من الانفجار النووي ! كما في قوله
تعالى :
(فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ(82) هود (
وهذه الحجارة تختلف عن الحجارة التي أمطرت عليهم ـ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
ـ والاختلاف بين الحجارتين هو الحجم والآثار الجانبية التي تترتب عليه ليس
إلا ، أما المصدر فهو واحد ( سجيل ) الذي هو الفضاء الخارجي المحاذي
والمحيط بالكرة الأرضية كما تصورناه .
وسنبين الحقيقة العلمية للنيازك والتي نفترض بأنها الحجارة التي أمطرت على القرية : وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ـ لكي يشاركنا القارئ بهذا التصور العلمي :
ـ حقيقة النيازك (Meteors) ـ
أفترض أن الجميع قد شاهد خيوطاً ضوئية تنهمر من السماء ليلة ما .. وهذا
ما يٌدعى بالشهب Shooting star .. وهي عبارة عن أجرام صغيرة جداً ( قيل
أنها من مخلفات المذنبات Comets ) والتي يتقاطع محوراها مع محور كوكب الأرض
مما يؤدي إلى جذبها بواسطة الجاذبية الأرضية .. وعندما تدخل في الغلاف
الجوي بسرعة عالية جداً تقدر بحوالي 235000 كم / ساعة .. وبفعل عامل
الاحتكاك مع عناصر الغلاف الجوي تسخن فتتوهج وتحترق وقد تتفجر في الهواء
أثناء اختراقها لطبقات الغلاف الجوي فتصبح رماداً بإذن الله تعالى ..
وتراها العين المجردة لبضع ثوان في مشهد يأخذ بالألباب.
وبعض هذه الأحجار كبيرة لدرجة يتمكن معها من اختراق الغلاف الجوي بسرعة
خاطفة فيضرب سطح الأرض بعنف شديد عندئذ يُسمى نيزكاً Meteor .. وأحجام
النيازك التي تسقط على الأرض تتراوح من بضع سنتيمترات إلى بضع كيلومترات
وعندما تصبح بهذا الحجم تُسمى كويكباً Asteroidأو مذنباً .. ويكفي أن نشير
إلى أن نيزكاً بحجم سيارة كفيل بمحو وسحق مدينة كبيرة عند الارتطام بها ..
ولقد تعرض كوكب الأرض عبر تاريخه القديم لضربات سماوية موجعة من قِبل
النيازك والمذنبات والكويكبات نتج عنها - كما ذكر العلماء - تغير في مناخ
كوكب الأرض قاطبة واستمر التغير لفترة طويلة مما ساهم في انقراض مجموعات من
النباتات والحيوانات على وجه البسيطة The mass extinction.
إذن إن المنهج يرصد ظاهرة مهمة وهي ظاهرة النيازك التي لم يشار إليها من
قبل الباحثين والعلماء الآثاريين والجيولوجيين الذين درسوا المنطقة
الجغرافية لسدوم وغامورا ، مثلما أشار إليها النص ووصفها بـ (حجارة من
سجيل) .
كما نود أنّ نطرح دليل علمي آخر نثبت من خلاله إن قوم لوط قد أصيبوا بنيازك
متتابعة أدت إلى إنفجارات نووية مشعة ولعلها أقوى من ذلك ! من خلال نفس ما
ورد في القصص القرآني المتعلق بهؤلاء القوم ، لنتساءل ونقول لماذا أوصي
نبي الله لوط عليه السلام بهذه الوصية من قبل ضيوفه
(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ
اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ
وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ) )الحجر65) .
لماذا منع هو وأهله من أن يلتفتوا ؟
وهنا يكشف لنا النص ظاهرة علمية غاية في الروعة وهي أنّ النيازك إذاً
ارتطمت بالأرض تولد انفجار وإشعاع اشد من الانفجار والإشعاع النووي بأضعاف
مضاعفة وهذا يعني شيء واحد فلإشعاع المنبعث من الانفجار يؤثر على قرنية
العين ويسبب لها العمى أو كما يسمى علمياً (عتامة عدسة العين ـ Cataract)
لذلك نرى أنّ هذه الإصابة قد شملت امرأة نبي الله لوط عليه السلام انظر أخي
القارئ الكريم وتأمل هذا النص ستجد ما يسرك من كشف قراني (
قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ
أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ
مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )هود81
فالنص يثبت إن امرأته قد استثنيت وقد أصابها ما أصابهم من عملية الطمس (
فطمسنا أعينهم ) وهذا الكلام الذي توجهوا به الضيوف إلى النبي لوط ( ع )
مباشرةً وبعد عملية ( الطمس ) فالذي أصاب امرأة لوط هو ما أصاب أسيادها
الذين أوكلوا لها عملية التجسس على النبي لوط ( ع ) وهم الذين تدافعوا
ليدخلوا على بيت النبي لوط في بادئ الأمر وهم الرؤساء كما قلنا المجموعة
المحدودة فعملية الطمس لم تشمل الجميع كما مرّ عليك .
الجزء الثاني
طير أبابيل : هل هي أجسام طائرة ـ مركبات فضائية ؟
طير أبابيل :
على ما تقدم في الجزء الأول من البحث الثاني نقول إن كانت حجارة من سجيل والتي تصورناها بهذا التصور العلمي ، يحق لنا أن نتساءل ..
كيف لهذا الطيور إن تحمل بمناقيرها وأرجلها حجارة
بهذه الشكل الذي تصورناه ، وهذا طبعاً إن كانت هذه كالطيور كالتي نعهدها
ونألفها في حياتنا ؟
والسؤال المحير هو كيف لهذه الطيور أن تصيب أهدافها بهذه الدقة حتى أصبحوا ( كعصف مأكول ) !!!؟
قبل أن ندخل في تبيان حقيقة هذه الطيور لنلقي أولاً نظرة فاحصة على
التاريخ لنتعرف على ما تم ذكره وما جاء بخصوص هذه الطيور ، ولعلك ستزداد
غرابة من هذا الوصف الغريب والخيالي لهذه الطيور فللوهلة الأولى ستعتقد أن
الدليل على ماهيّة هذه الطيور سيزداد تعقيداً جراء هذا الاختلاف في الوصف !
ولكنني أرجو أن يكون هذا التعقيد الظاهري الذي ستشعر به في بداية البحث !
زيادة في الإثارة ليس إلا ، ولتكن كالشخص الذي يهبط على سطح كوكب جديد
ومجهول ! يحاول اكتشافه ! .
وهذا ما نأمل أن نقدمه للقارئ من خلال كشوفات المنهج اللفظي ، فالمنهج هو
مكتشف لثروة كبيرة جداً كانت : مُصادرَة ... مغيّبة ... منسيّة ...لكنه
سيكتشفها من جديد إنشاء الله تعالى .
الوصف الروائي لطير أبابيل :
هذا مختصر للوصف الروائي لهذه الطيور فأغلب ما قرأته لا يخرج عما سأنقله إليك :
ـ قال سعيد بن جبير :
كانت طيرا من السماء لم ير قبلها ولا بعدها مثلها وروى جويبر عن الضحاك عن
ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ )
وعن ابن عباس : كانت لها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب
وقال عكرمة : كانت طيرا خضرا خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع ولم تر قبل ذلك ولا بعده
وقالت عائشة : هي أشبه شيء بالخطاطيف
وقيل : بل كانت أشباه الوطاويط حمراء وسوداء
وعن سعيد بن جبير أيضا : هي طير خضر لها مناقير صفر
وقيل : كانت بيضا
وقال محمد بن كعب : هي طير سود بحرية في مناقيرها وأظفارها الحجارة
وقيل : إنها العنقاء المغرب التي تضرب بها الأمثال .
ـ حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين عن ابن عباس طيرا أبابيل قال كان لها
خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب . ( مصنف ابن أبي شيبة:ج7/ص326
ح36536 ) .
لعل البعض ممن أطلع على هذه المرويات سيقول أن هذا الكلام لهو كلام
فلكلوري ناتج عن علم الأساطير ! ولا بأس بهذا الكلام في بادئ الأمر فأغلب
القراء يأخذون الاختلاف دون البحث عن سبب هذا الاختلاف في المرويات
ومواردها اللفظية ، فلو سلمنا لهذا القول واعتبرنا ما جاء في هذه المرويات
لا يخرج عن الفلكلور الشعبي وعلم الأساطير فهل تجدنا جانبنا الحقيقة أم
إننا جانبنا آلية البحث العلمي والتقصي الحقيقي لفهم الموضوع ، فللأسف
الشديد أقول أنّنا نشأنا على رفض تصديق الفلكلور و علم الأساطير و أخذها
بعين الجد وبالتالي جانبنا آلية البحث ولم نخضع لمعطيات الموضوع نفسه .
ولكن لو رفضنا كل شيء يوصف بالأسطورة أليس هذا أمراً غير علمي ؟! خاصّة
أنّ الموروثات الشعبية و الأساطير غالباً ما تقودنا لاكتشاف حقائق كانت
تروى ولا تزال ومثال على ذلك هو ( طير السّاف ) وكثرة تردده في الموروث
الشعبي وما يسبغ عليه من مفهوم على أنه طير يعشعش ويفرخ في السماء ولا يموت
، من أين أتت هذه المفاهيم وهذه الحكايات الشعبية ؟ ثم لماذا تجد الروايات
تعزز هذا الموروث وتصف طير أبابيل بنفس هذا الوصف كما لاحظت الحديث المروي
في بحار الأنوار عن عن أبي جعفر عليه السلام :
( كان طير ساف جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السباع، وأظفارها كأظفار السباع من الطير ) ....
أن هذه الروايات استخدمت رموزاً كثيرة مخلوطة بحقائق تاريخية لتظهر أو تشير
إلى البعد الحقيقي لهذه الطيور .. فهل تعتقد أن هنالك طير من الطيور
المألوفة لديك بهذا الشكل أو على هذه الهيئة رؤوسها كأمثال رؤوس السباع
وأظفارها كأمثال أظفار السباع من الطير ! أم أنك تجد أن في هذا الحديث
وباقي الأحاديث ترميز لكائن أو جسم آخر يحمل صفة الطيران فقط ؟
وجب أن تعلم أخي القارئ بأن الفلكلور بشكله العام ولا اقصد ما جاء في هذه
الروايات هو عبارة عن مستحاثة تاريخيّة ، تحفظ التّاريخ الحقيقي ، لكنها
متخفية تحت غطاء من الترسبات القصصية الملوّنة . و إذا جردناها من الخرافات
، فسوف نجد قصة حقيقيّة عن حدث حصل فعلاً ، لكن خلال عملية التناقل من جيل
إلى جيل ، يتمّ طمس بعضاً من الحقائق و تحريفها و من ثم إغفالها . لكن
الجوهر سيبقى . فغالباً ما تستند الأساطير على جوهر حقيقي لقصص منسيّة .
طير أبابيل ـ أم أجسام طائرة (ufo )
لنبتعد عن الأساطير ولنعود إلى المرويات التي وصفة هذه الطيور وشبهتها
بطيور أخرى أرضية على الرغم من أن القارئ إذا تقصى جميع هذه الروايات
سيخلص إلى نتيجة بان هذه الطيور هي أجسام طائرة لمخلوقات فوق أرضية أي إنها
أجسام فضائية ، ولا تزال التقارير والأفلام المصورة المسربة ! من وكالة
ناسا وغيرها تثبت إلى حدّ كبير لا يقبل الشك إلى أن هناك أجسام طائرة تزور
الأرض بشكل دوري ومستمر منذ القدم .
والدليل يتعاظم على ذلك يومياً كالدليل على أنّ الأسرار الأساسيّة للتقنية
الحديثة كانت معروفة ، ومنسية منذ زمن طويل . ودّليل أيضاً على أنّ
الإنسان الأوّل قد خلق مجتمعاً يسبق مجتمعاتنا المعاصرة بكل وسائل التّطور
والتّقدّم .
هل تستوعبون ماذا يعني ذلك ؟
كيف يمكن لك إذاً أن تستوعب المعرفة و التقنيات التي سادت عند حضارات ما قبل الطّوفان ؟
نعود الآن إلى الروايات المتعلقة بـ ( طير أبابيل ) .
أن مدلولات هذه الروايات مرمزة برموز نأخذ منها مفهوم الطيران بشكله العلمي
ونحن نعتقد أن فكرة الطيران (الأجسام
الطائرة) (ufo) أو مجيء المخلوقات الفضائية من مجال آخر أو بعد آخر هي فكرة
موجودة قبل أن يهجم جيش أبرهة على مكة ! ولقد أثبتنا تواجد هذه المخلوقات
ودورها الفاعل مع جنسنا في بحث ( مملكة النبي سليمان " عليه السلام " )
وأنها لا زالت موجودة ،
وما ستلاحظه من العلاقة اللفظية بين طير أبابيل وسجيل يكفيك أن هؤلاء
مخلوقات جاءت من الفضاء الخارجي بتوجيه وتكليف قوى كونيه أعظم منهم وهم
المجموعة الحاكمة والمتنفذة في الكون كله .
علاقة طير أبابيل بسجيل :
لقد تقدم القول أن قوم لوط تلقوا ضربة موجهة وموجعة من خارج الكرة
الأرضية وتحديداً من الفضاء الخارجي من مخلوقات فضائية أو مخلوقات ( فوق
أرضية ) وهذا الكشف تجده صريحا في النص التالي :
( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ [القمر : 34] .
والسؤال المطروح الآن هو : من الذي يرسل حاصباً ؟
والجواب هو قوله تعالى :
أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك : 17]
. وعلى ذلك تكون هنالك مجموعة حددها النص على أنها ( في السماء ) هي التي ترسل حاصباً .
والسؤال الثاني هو : أن السماء واسعة جداً فضلاً على أنها متعددة فهل نستطيع أن نحدد تواجد هؤلاء وطبيعة حركتهم في أي سماء ؟
أن المصدر الذي تأتي منه الحجارة هو الوحيد الذي يجيبنا على هذا
التساؤل ولقد أوضح النص هذا الأمر وقال ( حجارة من سجيل ) وعلى ذلك يكون
مصدر الحجارة هو من جهة سماوية اسمها سجيل كما اسماها النص ، ولعلها قريبة
من الأرض وبذلك تكون من السماء الدنيا ، ولا اخفي على القارئ إنني تتبعت
لفظة سجيل في كل التفاسير لكلا الطرفين ولم أجد إلا قولين يقربان إلى
المعنى الذي أشرت إليه ، صدر أحدهما عن عكرمة وكان قوله :
(انه بحر معلق في الهواء بين الأرض والسماء منه أنزلت الحجارة) .
أما الأخر فهو ما أخرجه ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (حجارة من سجيل) ، قال:
السماء الدنيا. قال: والسماء الدنيا اسمها سجيل، وهي
التي أنزل الله على قوم لوط ... ( الدر المنثور ج 5 ص 334 ) ( تفسير
القرطبي ج 24 ص 609 ) .
وبذلك قلنا فيما تقدم أن سجيل هي ( space ) الفضاء الخارجي الذي يحيط بالكرة الأرضية وعلى ذلك يكون المفهوم الآن لقوله تعالى :
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ [الفيل : 3] تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ [الفيل : 4] .
أن الطير الأبابيل هي أجسام فضائية طائرة تتمحور وضيفتها بأنها وسط
نقلي لـ ( حجارة من سجيل ) أي تحمل أسلحة من الفضاء الخارجي لترمي به
مجموعة معينة ، وأن هذه الأسلحة لهي أسلحة نووية كما فهمناه من طبيعة
تأثيرها الحراري والإشعاعي على الأجسام الحية فلقد ورد في المرويات من أن
الحجارة تخرق الرؤوس والأجسام وتنفذ منها وتمزق الأجساد فتدعها كفتات ورق
الشجر الجاف وهو « العصف » فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ [الفيل : 5] ولقد ورد
وأصيب أبرهة حتى تساقط أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر حتى انصدع صدره عن قلبه ( بحار الأنوار ج 62 ص 233 )
وهذا الكلام صريح الإشارة إلى إن الحجارة التي رُمي بها أبرهة وجيشه
لهي سلاح متطور يفوق تصور تلك الحقبة التاريخية ليتسنى لهم وصفها أو ذكرها
بشكل علمي واكتفوا في تشبيهها بالطيور المعهودة .
فأن كان الأمر على ما تصورناه فلا وجود لعنصر المبالغة والتهويل فيما جاء
من الروايات ! في أن هذه الطيور تحمل حجارة غير معهودة ، تفعل بالأجسام
فعلاً غير معهود .
تبعات وتأثيرات الضربة النووية :
ومن تأثيرات هذه الضربة وتبعاتها المستقبلية هو مرض الجدري الذي انتشر
في المنطقة في تلك الحقبة فالمرويات أشارت إلى هذا الأمر بشكل صريح فهذه
الضربة لوثّت المنطقة بالجراثيم والميكروبات التي أدت إلى ظهور وتفشي مرض
الجدري ، فتأثيرات الإشعاع النووي وما ينتج عنه معروف لدينا خصوصا نحن في
العراق فالذي جرى في محافظة البصرة ليس ببعيد عنا وما نتج من تبعات أدى إلى
أمراض سرطانية وتشوهات خلقية ، فليس المراد من مرض الجدري هو التأثير
اللحظي لهذه الضربة وهذا ما وقع به أكثر الذين نقلوا هذه المرويات وبخاصة
أن المألوف في الجدري لا يتفق مع ما روي من آثار الحادث على أجسام الجيش
وقائده ، فإن الجدري أو الحصبة لا يسقط الجسم عضواً عضواً وأنملة أنملة ،
ولا يشق الصدر عن القلب فهذه الصورة هي التي يوحي بها النص القرآني : { فجعلهم كعصف مأكول } . . إيحاء مباشراً قريباً لهذا المفهوم ، أما مرض الجدري فكان أصل تفشيه هو هذه الضربة