معهد ون ويب لتطوير المواقع | 1weeb.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ستايلات مجانية FREE STYLES


3 مشترك

    افتراضي صرخة أنثــــــــى ...

    طيف الاستشهاد
    طيف الاستشهاد
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    تاريخ الإنضمام : 17/11/2011

    الجنسية : مغربي

    عدد المشاركات : 1271

    مكسب العضو : 11883

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 10

     افتراضي صرخة أنثــــــــى ...  Empty افتراضي صرخة أنثــــــــى ...

    مُساهمة من طرف طيف الاستشهاد 22/3/2012, 09:13

    كنت كبرى أخواتي من عائلة بسيطة. أمي أمية لا تعمل تقوم برعايتنا و أبي لا عمل ثابت له فهو يكسب رزقه من هنا و هناك. لم يكن البكر و لدا ليساعده بل أنا والولد كان آخر العنقود، و بيننا نحن الاثنين ابنتان أيضا، فنحن أربعة و لم يكن باستطاعة والدي أن يعلمنا جميعا فخرجت من المدرسة و كنت عونا لأمي في أعمال المنزل. كنت كثيرا ما أحزن و أنا أرى أولاد الحي و هم يسيرون بخطى واثقة الى مدارسهم، يتراشقون الإبتسامات و الأحاديث الضاحكة و كنت أختلس النظر اليهم من وراء ستائر نافذة غرفتي و كلي ألما و حزنا، و خوفا، على إخوتي فلم أكن أحب لهم ما قسم القدر لي.
    كنت صغيرة جميلة غير مدركة لصعاب الحياة سعيدة بأسرتي الصغيرة و كانت فرحتي تتجلى في المساء عندما يعود والدي و نجتمع جميعا فوق زربية قديمة و طاولة صغيرة عليها القليل من الطعام قرب مدفأة بها قطع قليلة من الخشب المشتعل الذي كان يقينا برد الشتاء.
    كانت الأيام تمر و أنا لا أدرك سر نظرة الحزن في عيني والداي. كنت كثيرا ما أسبب الفرح في المنزل الصغير لأبعد شبح الحزن عنا. و لكن الحزن أبى أن يفارقنا. لقد جاء يوما وجدت نفسي فيه مسؤولة عن أسرتي فقد توفى معيلها و سندها و لازمت أمي الفراش أسيرة المرض و الحزن و الألم.
    اضطررت للبحث عن عمل يؤمن لنا قوت يومنا. لم يكن الأمر سهلا فلم أكن قد خبرت بعد هذه الحياة. بحثت كثيرا فأنا لا أحمل الشهادات كما و أنني لا أثقن حرفة يدوية تساعدني على تحمل هذه الأيام. لذلك لم أجد سوى الخدمة في البيوت بعد أن أخذتني بنات الجيران لأعمل عند إحدى السيدات تقبلت الأمر و عقدت العزم على أن أعمل جيدا.
    مرت الأيام بطيئة ثقيلة و أنا أعاني كثرة الأعمال و سطوة سيدة المنزل و لكن الأمل الذي كان يحدوني للتكفل بأسرتي و ضمان قوتها اليومي جعلني أتحمل كل الصعاب، كما أن بسمة الطفل الصغير كانت تعيد إلي ابتسامتي التي كنت أنساها في بعض الأحيان و كان يهون علي قسوة معاملة سيدة المنزل، لكن رغم تحملي و صبري هي من تخلت عني في النهاية و استبدلتني بأخرى.
    لم أحزن لأنني في ذاخلي كنت أفكر في تركها و لكنني حزنت على فراق ذاك الطفل الصغير و على أنني سوف أبدأ البحث عن عمل من جديد.
    كثير هم الذين أحبوا مساعدتي لجمالي و صغر سني مستغلين حاجتي...، لم أكن أعرف كيف أتصرف كنت أخاف و أهرب....، و لكن الى متى و أنا من جعلتني المعاناة أكبر قبل الأوان، تسلحت بالصبر و القوة و أكملت المشوار و أخذت أبحث و أبحث علني أجد من يساعدني بدون أطماع. طرقت أبوابا عدة ووصلت إلى الباب الذي غير حياتي و صبغ أيامي بالحزن و الشقاء... و علمني أيضا الكثير من الأمور و إن كان بعد فوات الأوان....
    طرقت باب شركته لعلني أجد عملا بعدما أضناني البحث و كان ما أردت. عملت في هذه الشركة أرتب و أمسح زجاج المكاتب و أحيانا كثيرة كنت أقدم له و لضيوفه ما يلزم من مشروبات. لم تخف علي نظراته التي كانت تلاحقني دائما و لكنني لم أبالي بل كنت أتابع عملي بجد و نشاط و كلي أمل بإنتهاء العذاب. إلى أن جاء اليوم الذي تحرش فيه بي مستغلا حاجتي للعمل، لم أسمح له بقي مصرا، ماذا أفعل هل أخاف و أهرب أم أصمت و أستسلم و أنا من أتعبتني الأيام. أو أتحدى و أواجه و أصبح خارج الشركة بدون عمل و إخوتي الجياع في المنزل ينتظرونني لأذخل عليهم بالطعام.
    بكيت كثيرا و حاولت ردعه بشتى الطرق، ذكرته بأخواته و بناته، استنجدت فيه الرجولة و الأبوة لعله يتراجع و يرأف بحالي لم تستعطفه دموعي و سهل عليه الأمر عندما و عد بأن يتزوجني و يشتري لي بيتا. دفعتني حاجتي للعمل و التعب من كثرة السؤال إلى أن أقبل و كان له ما أراد.
    استمرت الأيام و أغدق علي بالمال فتبدلت أحواللي و أحوال أسرتي ، عالجت أمي و أذخلت إخوتي المدرسة و بقيت أنتظر أن يفي بوعده لي و يتزوجني و لكنه أخذ يرواغ و يتهرب مني يوما و يتقرب مني يوما آخر و يصالحني بأخذي إلى المطعم و منحي المزيد من النقود. لكن ليس هذا ما كنت أنتظره كنت أريد ما و عد به. مل إلحاحي و انزعج من كثرة ملاحقتي له فطردني من العمل و من حياته ككل.
    حاولت كثيرا الإتصال به استنجدت بأصدقاء له كانوا على علم بعلاقتنا و لكن عبثا فكل ما فعلت ذهب أدراج الرياح لأنه لم يستجب. فكرت كثيرا في أن أخبر زوجته و انغص عليه عيشه و لكنني تراجعت لأنها هي الأخرى لا ذنب لها فهي امرأة مثلي و ربما قد عرفت و عانت من خيانته لها و لكنها فضلت الصمت من أجل أولادها.
    بين عشية و ضحاها و جدت نفسي في الشارع بلا عمل لمت نفسي كثيرا لأنني أنا من جنيت على نفسي. لقد قبلت عرضه حتى لا أطرد من العمل، ماذا أفعل الآن؟ كيف أحمل هذا السر الذي فاق كل توقعاتي؟ لم أكن أدرك بأن هناك شيء بهذه القسوة و أنا التي قد بدأت أختبر الحياة و عوالمها، لقد لازمني هذا السر و قض مضجعي و جعلني قلقة باستمرار، خائفة متوجسة من مواجهة الحياة، كيف لي أن أنظر إلى نفسي في المرآة، و عيون الناس، التي طالما كنت أحس بأنها ترقبني باستغراب، و كأنها تعرف ما ألم بي، لقد كنت أرى في أعين الجميع نظرات الرفض و الإدانة، التي كانت تؤلمني و تمزق كياني. لا أدري هل علي أن أتكلم أم أصمت؟ إذا تكلمت سأضع نفسي في موقع اتهام و إذا صمت و فرت على نفسي مشاكل كثيرة أنا في غنى عنها حاليا، لأنني ما زلت في بداية حياتي و لا حمل لي بمواجهة رد فعل العائلة و المجتمع الذي تعود على إذانة المرأة في مثل هذه المواقف و تحميلها مسؤولية كل ما يحدث لها، فهي المخطئة دائما و أبدا مهما فعلت و تعلمت و حملت من الشهادات. فكيف بمن لم تجد لها حظا في التعلم.
    Admin Egypt
    Admin Egypt
    نائب المدير العام
    نائب المدير العام


    تاريخ الإنضمام : 24/05/2010

    عدد المشاركات : 865

    مكسب العضو : 2623

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 1

     افتراضي صرخة أنثــــــــى ...  Empty رد: افتراضي صرخة أنثــــــــى ...

    مُساهمة من طرف Admin Egypt 9/4/2012, 12:52

     افتراضي صرخة أنثــــــــى ...  4219788938

    الله يعطيك العافية على الموضوع المميز
    anthamelina
    anthamelina
    عضو شرف
    عضو شرف


    تاريخ الإنضمام : 30/03/2012

    الجنسية : non

    عدد المشاركات : 525

    مكسب العضو : 1012

    نقاط تقييم مواضيع العضو : 0

     افتراضي صرخة أنثــــــــى ...  Empty رد: افتراضي صرخة أنثــــــــى ...

    مُساهمة من طرف anthamelina 13/4/2012, 05:58

    شكرا مشكور

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 19:32