إنما تصلح الحياة بالتفاوت بين العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد قال الامام ان الجوزي في كتا به صيد الخاطر
رأيت
أكثر الخلق في وجودهم كالمعدومين، فمنهم من لا يعرف الخالق. ومنهم من
يثبته على مقتضى حسه. ومنهم من لا يفهم المقصود من التكليف.
وترى
المتوسمين بالزهد يدأبون في القيام والقعود، ويتركون الشهوات، وينسون ما قد
أنسوا به من شهوة الشهرة، وتقبيل الأيادي!! ولو كلم أحدهم، قال: ألمثلي
يقال هذا؟! ومن فلان الفاسق؟! فهؤلاء لا يفهمون المقصود. وكذلك كثير من
العلماء في احتقارهم غيرهم، والتكبر في نفوسهم، فتعجبت، كيف يصلح هؤلاء
لمجاورة الحق، وسكنى الجنة؟!
فرأيت أن الفائدة في وجودهم في الدنيا
تجانس الفائدة في دخولهم الجنة، فإنهم في الدنيا بين معتبر به، يعرف عارف
الله سبحانة نعمة الله عليه، بما كشف له مما غطى عن ذاك، ويتم النظام
بالاقتداء يصور أولئك، [أو تابع يتم به
العمران، وتقوم به المعايش، وإنما تصلح الحياة بهذا التفاوت البعيد.
ثم
بين الخاصة فروق:]فإن العارف لا يتسع وقته لمخالطة من يقف مع الصورة؛
فالزاهد كراعي البهم، والعالم كمؤدب الصبيان، والعارف كملقن الحكمة. ولولا
نفاط الملك وحارسه ووقاد أتونه، ما تم عيشه.
فمن تمام عيش العارف
استعمال أولئك بحسبهم، فإذا وصلوا إليه، حرر ما معهم، وفيهم من لا يصل
إليه، فيكون وجود أولئك كزيادة "لا" في الكلام، هي حشو، وهي مؤكدة.
فإن
قال قائل: فهب هذا يصح في الدنيا، فكيف في الجنة؟! والجواب: أن الأنس
بالجيران مطلوب، ورؤية القاصر من تمام لذة الكامل، ولكل شرب، ومن تأمل ما
أشرت إليه، كفاه رمز لفظي عن تطويل الشرح.
وصلى الله على نبينا محمد.
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد قال الامام ان الجوزي في كتا به صيد الخاطر
رأيت
أكثر الخلق في وجودهم كالمعدومين، فمنهم من لا يعرف الخالق. ومنهم من
يثبته على مقتضى حسه. ومنهم من لا يفهم المقصود من التكليف.
وترى
المتوسمين بالزهد يدأبون في القيام والقعود، ويتركون الشهوات، وينسون ما قد
أنسوا به من شهوة الشهرة، وتقبيل الأيادي!! ولو كلم أحدهم، قال: ألمثلي
يقال هذا؟! ومن فلان الفاسق؟! فهؤلاء لا يفهمون المقصود. وكذلك كثير من
العلماء في احتقارهم غيرهم، والتكبر في نفوسهم، فتعجبت، كيف يصلح هؤلاء
لمجاورة الحق، وسكنى الجنة؟!
فرأيت أن الفائدة في وجودهم في الدنيا
تجانس الفائدة في دخولهم الجنة، فإنهم في الدنيا بين معتبر به، يعرف عارف
الله سبحانة نعمة الله عليه، بما كشف له مما غطى عن ذاك، ويتم النظام
بالاقتداء يصور أولئك، [أو تابع يتم به
العمران، وتقوم به المعايش، وإنما تصلح الحياة بهذا التفاوت البعيد.
ثم
بين الخاصة فروق:]فإن العارف لا يتسع وقته لمخالطة من يقف مع الصورة؛
فالزاهد كراعي البهم، والعالم كمؤدب الصبيان، والعارف كملقن الحكمة. ولولا
نفاط الملك وحارسه ووقاد أتونه، ما تم عيشه.
فمن تمام عيش العارف
استعمال أولئك بحسبهم، فإذا وصلوا إليه، حرر ما معهم، وفيهم من لا يصل
إليه، فيكون وجود أولئك كزيادة "لا" في الكلام، هي حشو، وهي مؤكدة.
فإن
قال قائل: فهب هذا يصح في الدنيا، فكيف في الجنة؟! والجواب: أن الأنس
بالجيران مطلوب، ورؤية القاصر من تمام لذة الكامل، ولكل شرب، ومن تأمل ما
أشرت إليه، كفاه رمز لفظي عن تطويل الشرح.
وصلى الله على نبينا محمد.