--------------------------------------------------------------------------------
ما
أشد بغض الناس لداعية خالفت أفعاله أقواله وما أعظم نفرتهم ؛ بل ما أكبر
مقت الله عز وجل لهذه الصفة الخسيسة ، حيث يقول عز وجل: ( يا أيها الذين
أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
الصف الآيتان : 2 ،3
ولقد أنكر الله سبحانه على أقوام يأمرون الناس
بالبر ويدعون أنفسهم في غيها ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم
تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) البقرة الآية : 44
ولذلك قال شعيب
لقومه ما أخبرنا الله به حيث يقول الله تعالى على لسانه : ( و ما أريد أن
أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد الاّ الإصلاح ما استطعت ) هود الآية 88 .
ولكن لابد من الإجابة على شبهة يرددها بعض الناس نعرضها على شكل سؤال..
وهو هل يترك الداعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حالة عدم تمكنه من
فعله ؟
قال ابن كثير رحمه الله : فكل من الأمر بالمعروف وفعله
واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قول العلماء من السلف والخلف .
وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها ، وهذا ضعيف . والصحيح
أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله ، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه ، قال
سعيد بن جبير : لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا
يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر . قلت القائل –ابن كثير - :
لكنه والحالة هذه مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية لعلمه بها ومخالفته
على بصيرة فانه ليس من يعلم كمن لا يعلم " .
وصلى الله على نبينا محمد.