موقف المسلم من النوازل والأحداث
د.صالح بن فوزان الفوزان
الله سبحانه يبتلي عبادة بالخير والشر لتتبين مواقفهم عند ذلك فمنهم من
يتوب إلى ربه ويعتبر هذه النوازل والأحداث منبهات له وموقظات له من الغفلة
والمخالفة فتكون هذه النوازل خيراً له وإن ناله منها ما يكره،
ومن الناس من لا يتعظ بما يجري ويعتبره أمراً طبيعياً ويقول: (قَدْ مَسَّ
آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) [سورة الأعراف: 95] ويسمي ما يجري
كوارث طبيعية فينسب ذلك إلى الطبيعة، لأنه لا يؤمن بالله أو يؤمن إيماناً
ضعيفاً لا ينير له طريقه أو يقلد غيره في ذلك ويعبر بتعبيره دون تأمل
بمعناه والمؤمن يجب أن يكون منطقه موافقاً لإيمانه ومعتقده ,
وقد ذكر الله سبحانه أن من لا يعتبر بالأحداث والوقائع يعامله الله بأحد
أمرين: إما أن يعاجله بالعقوبة، وإما أن يستدرجه بالنعمة ليزداد إثماً ثم
يأخذه على غرة، كما قال تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ
فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا
أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ
دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ) [سورة الأنعام: 44]
وإننا في هذه الأيام تمر بنا أحداث عظيمة تعج فيمن حولنا من ثورات وفتن
سقطت فيها دول وسفكت فيها دماء وتلفت فيها أموال ودمرت فيها ديار وقلَّ
فينا من يعتبر ويخاف ويذكّر ويعظ قومه لعلهم يرجعون، بل على العكس فينا في
هذه الأيام من ينادي بحرية المرأة وخلع الحجاب والسفور والاختلاط بين
الرجال والنساء بحجة عمل المرأة ومنا من ينادي بفتح المسارح ودور السينما-
حتى إن بعض المسئولين يصرح في الصحف بذلك دون خوف وحياء، ولم نعتبر بما
يجري حولنا من كوارث ومصائب اجتاحت مجتمعات بأسرها كما قال تعالى: (ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة
الروم:41]
والسعيد من وعظ بغيره – وإن المسئول في الدولة يجب أن يكون على مستوى
المسئولية، لأن مسئوليته أمانة توجب عليه السعي في الإصلاح ومنع أسباب
الفساد,
إن الناس اليوم يخصون الفساد باختلاس الأموال فقط وهذا نوع من الفساد وأعظم
منه فساد الدين والأخلاق والمنادات بالمطالبة بذلك والوعود والتصريح
بحصوله، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
والواجب على الجميع تقوى الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه,
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
1433-02-16هـ
منقول من مجالس الطريق إلى الجنة
د.صالح بن فوزان الفوزان
الله سبحانه يبتلي عبادة بالخير والشر لتتبين مواقفهم عند ذلك فمنهم من
يتوب إلى ربه ويعتبر هذه النوازل والأحداث منبهات له وموقظات له من الغفلة
والمخالفة فتكون هذه النوازل خيراً له وإن ناله منها ما يكره،
ومن الناس من لا يتعظ بما يجري ويعتبره أمراً طبيعياً ويقول: (قَدْ مَسَّ
آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) [سورة الأعراف: 95] ويسمي ما يجري
كوارث طبيعية فينسب ذلك إلى الطبيعة، لأنه لا يؤمن بالله أو يؤمن إيماناً
ضعيفاً لا ينير له طريقه أو يقلد غيره في ذلك ويعبر بتعبيره دون تأمل
بمعناه والمؤمن يجب أن يكون منطقه موافقاً لإيمانه ومعتقده ,
وقد ذكر الله سبحانه أن من لا يعتبر بالأحداث والوقائع يعامله الله بأحد
أمرين: إما أن يعاجله بالعقوبة، وإما أن يستدرجه بالنعمة ليزداد إثماً ثم
يأخذه على غرة، كما قال تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ
فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا
أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ
دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ) [سورة الأنعام: 44]
وإننا في هذه الأيام تمر بنا أحداث عظيمة تعج فيمن حولنا من ثورات وفتن
سقطت فيها دول وسفكت فيها دماء وتلفت فيها أموال ودمرت فيها ديار وقلَّ
فينا من يعتبر ويخاف ويذكّر ويعظ قومه لعلهم يرجعون، بل على العكس فينا في
هذه الأيام من ينادي بحرية المرأة وخلع الحجاب والسفور والاختلاط بين
الرجال والنساء بحجة عمل المرأة ومنا من ينادي بفتح المسارح ودور السينما-
حتى إن بعض المسئولين يصرح في الصحف بذلك دون خوف وحياء، ولم نعتبر بما
يجري حولنا من كوارث ومصائب اجتاحت مجتمعات بأسرها كما قال تعالى: (ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة
الروم:41]
والسعيد من وعظ بغيره – وإن المسئول في الدولة يجب أن يكون على مستوى
المسئولية، لأن مسئوليته أمانة توجب عليه السعي في الإصلاح ومنع أسباب
الفساد,
إن الناس اليوم يخصون الفساد باختلاس الأموال فقط وهذا نوع من الفساد وأعظم
منه فساد الدين والأخلاق والمنادات بالمطالبة بذلك والوعود والتصريح
بحصوله، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
والواجب على الجميع تقوى الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه,
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
1433-02-16هـ
منقول من مجالس الطريق إلى الجنة